مسؤول أوروبي لـ"الاقتصادية": الشراكة مع الخليج تنمو وأفق نحو تحرير التأشيرات
مسؤول أوروبي لـ"الاقتصادية": الشراكة مع الخليج تنمو وأفق نحو تحرير التأشيرات
وصف مسؤول أوروبي نظام التأشيرة المتتالي "Cascade"، المعمول به حاليا للحصول على تأشيرة شنجن ، بأنه نظام "عملي للغاية"، لكنه في الوقت ذاته يرى أفقا لتحرير التأشيرات لمواطني دول الخليج في الأجل القريب.
تجمع الاتحاد الأوروبي ودول الخليج علاقات متشعبة على جميع المستويات، في طليعتها العلاقات التجارية والاقتصادية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين العام الماضي نحو 161.7 مليار دولار، منها نحو 70 مليار دولار بين الاتحاد والسعودية.
ستيفانو سانينو، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج في الاتحاد الأوروبي، أكد كذلك لـ "الاقتصادية" وجود ممكنات لنمو هذه العلاقات، وصولا إلى تحرير التجارة البينية، في ظل الزخم الكبير الذي تعطيه دول المنطقة لتنويع الاقتصاد.
قطاعات عدة تدعم نمو العلاقات الاقتصادية
في حوار خاص من الرياض، أوضح سانينو أن هناك قطاعات اقتصادية متعددة وواعدة لشراكة بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي، وخصوصا السعودية، التي يعمل فيها حاليا أكثر من 2500 شركة أوروبية، وفقا لأحدث الإحصاءات المتوافرة لدى الاتحاد.
الطاقة المتجددة هي أكثر القطاعات الواعدة لنمو الشراكة بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي، بحسب سانينو. كما يرى أن هناك إمكانات كبيرة للنمو في قطاع الذكاء الاصطناعي والبيانات، فضلا عن التعليم والسياحة.
وقال لـ "الاقتصادية": "الطاقة المتجددة، لأننا بحاجة إلى مزيد من الطاقة بشكل عام، وثانيا نحن بحاجة إلى اقتصادات أكثر خفضا للكربون. لذلك هذه هي الاتجاهات التي نعمل على تطويرها في الوقت الحالي. كما أن هناك اهتماما كبيرا بكل ما يتعلق بالطاقة المتجددة، والهيدروجين، والتقنيات الخضراء".
سانينو، الذي يزور السعودية حاليا، يرى كذلك أن هناك "إمكانات كبيرة للنمو في المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إنشاء المصانع المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتداول البيانات، وهو أمر مهم للغاية".
يعزز إمكانية بناء شراكة ثنائية كبيرة جدا أيضا الإمكانات الضخمة للتعاون في قطاعات بينها التعليم العالي والسياحة المستدامة، بحسب سانينو، حيث قال إن "هذه كلها جوانب يمكننا تطويرها والعمل عليها معا، ونرغب في الاستفادة من الفرص المتاحة أمامنا".
إطار جديد لتعاون متوسطي يمتد إلى الخليج
يتزايد الاهتمام بتعزيز الشراكات في منطقة دول البحر المتوسط، والعمل على ممرات، مثل الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وفقا لسانينو، الذي يرى رغبة كبيرة في إرساء أسس "شراكات ثلاثية تشمل المناطق المتجاورة".
وقال: "من هذه الزاوية، نعد في الاتحاد الأوروبي إطارا جديدا للتعاون مع جميع دول البحر المتوسط، وهو الميثاق المتوسطي، الذي نأمل أن ننجزه في موعد أقصاه نهاية هذا العام. نرى أنه من المهم أن يكون جيران الجيران، أي دول الخليج، جزءا من هذا المسار".
بحسب المسؤول الأوروبي، فإن العمل جار عبر هذه العملية على تطوير آليات تساعد على إنشاء مشاريع بنى تحتية تحقق الربط القاري.
يؤكد سانينو أن إنشاء هذه البنى التحتية "سواء كانت مادية أو غير مادية، هي أفضل وسيلة لتعزيز شراكتنا، وتكثيف تعاوننا، وإيجاد روابط بين المناطق، تتجاوز الاقتصاد وحده، لأنها تنطوي أيضا على قرارات تعود بالنفع على المجتمعات بشكل عام".
استكشاف الآفاق للوصول إلى اتفاقية تجارة
الأسبوع الماضي، عقد اجتماع بين مفاوضي الاتحاد الاوروبي ودول الخليج، في العاصمة البلجيكية بروكسل، وصفه مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج في الاتحاد بأنه كان اجتماعا استكشافيا لبحث فرص التوصول إلى اتفاقية تجارة.
قال سانينو: "هذه المفاوضات هي في جوهرها مفاوضات تقنية، لاستكشاف الإمكانات وفرص التقدم. أرى أن البعد الثنائي يمكن أن يساعد على دفع أجندتنا الإقليمية قدما. لذلك، نحن نسعى إلى مواصلة مناقشاتنا من أجل الخروج بأفضل اتفاق ممكن للجانبين".
أضاف: "الاتفاقيات التجارية مهمة للغاية وعملية جدا، لأنها تتعلق بتحرير التجارة. من الصحيح أنه عند عقد مثل هذه الاتفاقيات يجب مراعاة حساسية بعض القطاعات، إذ قد تستفيد بعض القطاعات بصورة أكبر، بينما قد يكون الأثر في قطاعات أخرى أقل. بالنسبة لي، الحوار مفيد دائما ويمكن أن يساعدنا على إيجاد أفضل السبل للمضي قدما. هناك جهد حقيقي وصادقا للتقدم في هذا المجال".
آمال تحرير التأشيرات في المستقبل القريب
السياحة جزء مهم أيضا في العلاقات بين الجانبين، بحسب وصف سانينو، الذي قال إن "هناك أمور يجب علينا القيام بها على الجانبين، بما في ذلك موضوع التأشيرات الذي يجب أن يصبح جزءاً من النقاش ونحتاج إلى إلعمل عليه".
بينما يرى مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج في الاتحاد الأوروبي أن نظام التأشيرة المتتالي "Cascade" المعمول به حاليا هو نظام "عملي جدا"، فإنه يعبر عن أمله في الوصول إلى نقطة ما يكون فيها هناك تحرير للتأشيرات في المستقبل القريب.
يتيح نظام التأشيرة المتتالي، المعمول في الاتحاد الأوروبي للحصول على تأشيرة "شنجن"، تأشيرات دخول متعدد إلى دول الاتحاد، لمدة تصل إلى 5 سنوات.