الفيدرالي الأمريكي يستعد لأول خفض فائدة في 2025 مع تصاعد التوترات السياسية
الفيدرالي الأمريكي يستعد لأول خفض فائدة في 2025 مع تصاعد التوترات السياسية
من المتوقع على نطاق واسع أن يُجري مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) أول خفض لأسعار الفائدة هذا العام في اجتماعه للسياسة النقدية هذا الأسبوع، مدفوعًا بضعف سوق العمل، إلا أن التوترات السياسية تُخيم على الاجتماع.
يُرجح أن تأتي هذه الخطوة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في أعقاب حملة استمرت لأشهر من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لخفض أسعار الفائدة، ووسط مخاوف متزايدة بشأن الضغوط السياسية على البنك المركزي المُستقل.
منذ آخر تخفيض للبنك في ديسمبر، أبقى أسعار الفائدة عند نطاق يتراوح بين 4.25-4.50%، حيث يُراقب صانعو السياسات آثار رسوم ترمب الجمركية الشاملة على التضخم.
يتوقع المحللون الآن على نطاق واسع خفضًا لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نهاية اجتماعه، مع تباطؤ التوظيف.
جوش ليبسكي، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في المجلس الأطلسي، قال: "المثير للاهتمام أن ما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي عند اجتماعه واضح تمامًا".
أشار ليسكي إلى قضايا الموظفين في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية المسؤولة عن تحديد أسعار الفائدة، قائلا: "مع ذلك، هناك توتر كبير يحيط بهذا الاجتماع".
في حين تراجع ترمب عن تهديداته بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بسبب تكاليف تجديد مقر البنك المركزي في واشنطن، فقد أقدم الرئيس على إقالة ليزا كوك، محافظة الاحتياطي الفيدرالي، في أغسطس الماضي، على خلفية مزاعم احتيال في الرهن العقاري.
كانت كوك، التي عُيّنت في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وهي أول امرأة سمراء تشغل منصبًا في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي. وقد سارعت إلى رفع دعوى قضائية ضد إقالتها، وتمكنت من البقاء في منصبها ريثما تُستكمل إجراءات الدعوى القضائية، التي قد يكون لها تداعيات على إجراءات مماثلة ضد مسؤولين آخرين في الاحتياطي الفيدرالي.
في الوقت نفسه، أدت الاستقالة المبكرة في أغسطس لمحافظة أخرى في الاحتياطي الفيدرالي، هي أدريانا كوغلر، إلى شغور منصب سارع ترمب إلى شغله بكبير مستشاريه الاقتصاديين ستيفن ميران.
يرأس ميران مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض. لكنه واجه انتقادات من المشرعين الديمقراطيين بسبب خططه لأخذ إجازة - بدلا من الاستقالة من إدارة ترمب في حال تثبيته.
مع ذلك، قدّمت لجنة ترشيحه، وإذا أقرّ مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الجمهورية ترشيحه بسرعة، فقد ينضم إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل بشأن أسعار الفائدة.
مخاطر الركود
قال ليبسكي إن الأسواق ستركز يوم الأربعاء على المؤشرات المتعلقة بوتيرة وحجم تخفيضات أسعار الفائدة التي سيجريها الاحتياطي الفيدرالي مستقبلًا.
تتوقع ديان سوونك، كبيرة الاقتصاديين في ""KPMG أن يُمثّل هذا "بداية دورة تخفيف لا يرغب الاحتياطي الفيدرالي في الالتزام بها.
سيراقب المتداولون أيضًا تصريحات باول حول ما إذا كان يرى أن مخاطر التضخم قد انحسرت، لا سيما وأن المخاوف بشأن ضغوط الأسعار التي أعاقت سابقًا تخفيضات أسعار الفائدة.
أظهرت البيانات الصادرة يوم الخميس أن مؤشر أسعار المستهلك، وهو مقياس رئيسي للتضخم، ارتفع إلى 2.9% في أغسطس، وهي أعلى وتيرة له منذ بداية العام.
أشار بنك ويلز فارجو إلى أن "سوق العمل في وضع حرج، مع نمو شبه راكد للوظائف، وتدهور معنويات العمال، ومعدل بطالة تجاوز تقديرات عديدة للتوظيف الكامل".
مخاوف بشأن الاستقلال
مع احتمال تولي ميران منصبه، ستراقب الأسواق مدى الانقسام داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة حول ما إذا كان ينبغي عليها خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، أو خفضها بمقدار 50 نقطة أساس، أو إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير.
قال ليبسكي: "هذا ليس شيئًا اعتدنا رؤيته من الاحتياطي الفيدرالي. هذه مجموعة تصوت بإجماع شبه تام على مدى عقود". كما يحذر المحللون من أن التغييرات الأوسع نطاقًا في تشكيل الاحتياطي الفيدرالي قد تحدث بسرعة أكبر مما تتوقعه الأسواق.
يُعاد تعيين رؤساء البنوك الفيدرالية الإقليمية الـ12 كل 5 سنوات، ما يعني أن مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي قد يستبدلهم، على الرغم من أن هذا لم يحدث من قبل.
أوضح ليبسكي: "أعتقد أن الأسواق تُقلل من شأن بعض المخاطر التي تهدد استقلال البنوك المركزية، وما قد يعنيه ذلك للسياسة النقدية في المستقبل".