رسوم ترمب على النحاس تُربك أسواق المعادن

أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فوضى في أسواق المعادن بإعلان عزمه فرض رسوم جمركية 50% على واردات النحاس، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوقع، ما أدى إلى قفزة في العقود الآجلة الأمريكية وتراجع في السعر المرجعي العالمي.

وكان المتعاملون قد شحنوا كميات قياسية من النحاس إلى الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة استباقاً لأي رسوم محتملة. لكن هذه الخطوة، التي قد تدخل حيز التنفيذ بنهاية الشهر الجاري، تُنذر بنهاية وشيكة لتلك التدفقات.

كتب محللو "سيتي جروب" في مذكرة: "نعتقد أن هذه لحظة فاصلة في سوق النحاس لعام 2025، إذ إن قرب تنفيذ الرسوم المعلنة سيُغلق فجأة نافذة الشحنات الكبيرة المتجهة إلى الولايات المتحدة".

تراجع الأسعار في بورصة لندن
قفزت العقود الآجلة في بورصة "كوميكس" الأمريكية بنسبة بلغت 17% يوم الثلاثاء، في أكبر ارتفاع يومي على الإطلاق، قبل أن تتراجع بأكثر من 4% في بداية تداولات الأربعاء. وسجل سعر النحاس في نيويورك علاوة ضخمة بلغت 24% مقارنة بالعقود المكافئة في بورصة لندن.

أما في بورصة لندن للمعادن، التي تُحدد السعر القياسي العالمي، فانخفضت الأسعار بما يصل إلى 2.4% عند افتتاح جلسة الأربعاء، قبل أن تقلّص الخسائر إلى تراجع بنسبة 0.4%، ليستقر السعر عند 9,751.50 دولار للطن عند الساعة 9:41 صباحاً بتوقيت سنغافورة.

تأتي خطوة ترمب في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة والعالم لارتفاع كبير في الطلب على النحاس خلال العقد المقبل، في ظل توجه شركات مراكز البيانات، وصناعة السيارات، وشبكات الطاقة، وغيرها، نحو تأمين المواد الخام اللازمة لتعزيز إنتاج المركبات الكهربائية وتوسعة قدرات شبكات الكهرباء. فالتحوّل إلى الطاقة المتجددة في أنظمة النقل والطاقة سيتطلب كميات من النحاس تفوق كثيراً ما التزمت شركات التعدين بتوفيره حتى الآن.

وكانت صناعة النحاس العالمية قد بدأت بالتحوّط منذ فبراير، حين أمر ترمب وزارة التجارة بإعداد مسوّغات فرض الرسوم على أساس اعتبارات الأمن القومي، ضمن مراجعة بموجب المادة 232 من "قانون توسيع التجارة". وقد قوبلت الخطط بمعارضة من الشركات المصنّعة التي تعتمد بشكل كبير على الواردات.