مساع سعودية لبناء تحالفات روسية في قطاعات التعدين والطاقة المتجددة
تشهد العلاقات السعودية الروسية تناميا ملحوظا في عديد من القطاعات الرئيسية التي تمثل ركيزة لاستقرار الاقتصاد العالمي لا سيما في مجالات الطاقة والأمن الغذائي، وسلاسل الإمداد.
ومع تبادل الزيارات بين القادة والمسؤولين رفيعي المستوى للتركيز على القضايا المحلية والدولية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة أصبحت العلاقات مرشحة لمزيد من التوسع، حيث شرعت شركات سعودية في مفاوضات مباشرة مع نظيرتها الروسية لبدء مشاريع صناعية مشتركة.
المفاوضات التي جاءت خلال معرض الصناعة الدولي "INNOPROM 2025" الذي يقام حاليا في يكاترينبورغ الروسية، تتركز في مجالات الطاقة المتجددة والتعدين والتصنيع المتقدم.
ورغم تباينات الجغرافيا السياسية، شهدت التبادلات التجارية نموًا ملحوظا، حيث ارتفعت قيمة الصادرات والواردات بين الجانبين، كما وقّع صندوق الاستثمارات العامة السعودي اتفاقيات استثمارية إستراتيجية مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي في عدة قطاعات، تشمل البنية التحتية، الصناعة، التقنية، والصحة.
يشار إلى أن وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف يترأس الوفد السعودي المشارك في المعرض، بمشاركة 18 جهة حكومية و20 شركة وطنية رائدة، تسعى لبناء تحالفات لتبادل الخبرات وتوطين التقنيات الصناعية، بدعم من الجهات الحكومية بما ينسجم مع مستهدفات الرؤية.
وقال الوزير لـ" الاقتصادية" في تصريح على هامش المعرض إنه متفائل بجذب استثمارات نوعية في مجالات برزت فيها روسيا بخبرة متقدمة، وعلى رأسها قطاعا التعدين والصناعات الدوائية، مشيرا إلى أن المملكة تعد سوقا واعدة في هذا القطاع، إلى جانب اهتمام واضح بقطاع الأجهزة والمعدات، والصناعات الدوائية.
وناقش منتدى الحوار الصناعي السعودي الروسي تعزيز التجارة البينية، وتنمية الاستثمارات المشتركة، وتطوير التعاون في مختلف القطاعات الإستراتيجية وخاصة في الصناعة والتعدين والتكنولوجيا.
يستعرض جناح السعودية أحدث المنتجات والتقنيات الصناعية في مجالات تشمل الأتمتة، والخدمات الصناعية، والمعادن، والتصنيع الذكي، والطاقة، كما يحتضن فعاليات ترويجية للتعريف بالمزايا التنافسية للاستثمار الصناعي في السعودية.
كما تقدم حوافز تمويلية وتشريعية، ومبادرات مثل "استثمر في السعودية"، و"صنع في السعودية"، إضافة إلى مشاريع وطنية كبرى من ضمنها "نيوم" و"المربع الجديد" و"روشن"، لجذب الاستثمارات الروسية.
وتأتي هذه المشاركة وسط تنامي التبادل التجاري غير النفطي بين السعودية وروسيا، والذي ارتفع من 1.84 مليار ريال في 2016 إلى 12.3 مليار ريال في 2024، ما يبرز تنامي التعاون بين البلدين في قطاعات الطاقة والصناعة والتقنية.
ويعد معرض "INNOPROM" من أهم المعارض الصناعية العالمية، ويقام سنويا منذ 2010 بتنظيم من وزارة الصناعة والتجارة الروسية، ويشهد في نسخته الحالية مشاركة أكثر من 60 دولة.
يذكر أن العلاقات تسجل تعاونا واسعا مع روسيا في مجالات البترول والغاز والبتروكيمياويات، وتعمل المملكة على الاستفادة من الخبرات والتقنيات الروسية لدعم مسار التحول الصناعي في السعودية، وسط اتفاقيات لتطوير التقنيات الخاصة بإنتاج ونقل البترول والغاز، بما يحقق الاستدامة ولا يتعارض مع مستهدفات السعودية في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060.