إيلون ماسك يخاطر بدخول حلبة سياسية محفوفة بالمخاطر .. "تسلا" يهوي 8%
هبط سهم "تسلا" في تعاملات ما قبل الافتتاح في بورصة ناسداك في الولايات المتحدة، بعد عودة توتر العلاقة بين إيلون ماسك والرئيس دونالد ترمب، مع عزم ماسك بالدخول في مواجهة سياسة مباشرة مع ترمب وحزبه الجمهوري بتأسيس "حزب أمريكا".
أعلن الملياردير إيلون ماسك يوم السبت عن تأسيس "حزب أمريكا"، في تصعيد مباشر لخلافه المتزايد مع الرئيس السابق دونالد ترمب، ولا سيما بشأن مشروع "One Big Beautiful Bill" الذي يقدر أن يضيف 3.3 تريليون دولار إلى العجز الفيدرالي خلال عقد، وفقا لمكتب الميزانية في الكونجرس.
وانتقد الرئيس ترمب قبل صعوده طائرته في نيوجيرسي عائدا إلى واشنطن، إعلان إيلون، بتأسيس حزب سياسي جديد، وقال: "أعتقد أن تأسيس حزب ثالث أمر سخيف. نحن نحقق نجاحا باهرا مع الحزب الجمهوري".
أضاف، "لقد كان النظام دائما قائما على حزبين، وأعتقد أن تأسيس حزب ثالث يزيد فقط من الارتباك.. يمكنه أن يتسلى بذلك قدر ما يشاء، لكنني أعتقد أن هذا أمر سخيف".
رد فعل السوق.. تسلا تدفع الثمن
هبط سهم تسلا بنحو 8% في تداولات ما قبل الافتتاح ليصل إلى 291.27 دولار، ما يظهر قلق الأسواق من انخراط ماسك المتزايد في السياسة على حساب إدارة "تسلا"، ويعيد هذا الانخفاض إلى الأذهان ما حدث بعد انضمام "ماسك" إلى إدارة ترمب.
يتخوف المستثمرون من أن يؤدي دخول ماسك المعترك السياسي إلى تكرار تشتيت التركيز الذي حدث مع دخول لإدارة ترمب، حيث اعترف "إيلون" بأن دوره في الإدارة ضمن "وزارة كفاءة الحكومة" "DOGE" بات يُثقل كاهل سهم شركته، واصفا منصبه الاستشاري بأنه "وظيفة باهظة الثمن".
مخاطر المواجهة مع ترمب
تصاعد التوتر مع الرئيس قد يعرض شركات ماسك، مثل "سبيس إكس" و"تسلا"، لمخاطر فقدان العقود الفيدرالية أو الدعم التنظيمي، خاصة في مجالات إستراتيجية كالتكنولوجيا والطاقة. كما أن جمهور ترمب قد يشكل ضغطا سلبيا على قاعدة عملاء تسلا.
وبالتزامن مع الصراع السياسي، أعلنت تسلا أخيرا تراجع مبيعاتها العالمية في الربع الثاني 13% سنويا، مع تسليم 384 ألف سيارة فقط، ما يضع الشركة في موقف حرج لتحقيق نمو سنوي وسط منافسة شرسة وطلب متباطئ.
ورغم أن الدستور الأمريكي يكفل حرية التنظيم السياسي، فإن تأسيس حزب فعال يتطلب التسجيل الفيدرالي إذا كان يعتزم دعم مرشحين، إلى جانب استيفاء شروط تسجيل على مستوى الولايات.
وتختلف الشروط لكنها عادة تتطلب جمع توقيعات من الناخبين مؤيدين تختلف بحسب الولاية، منها ما تطلب فقط بضع آلاف من التوقيعات، بينما أخرى تفرض نسبة من آخر انتخابات عامة التي قد تصل إلى عشرات الآلاف، على أن تجمع في مهلة قانونية محددة تصل إلى 180 يوم.
قاعدة دعم أولية لماسك
أظهر استطلاع أجرته Quantus Insight أن 40% من الأمريكيين قد يدعمون حزباً يقوده ماسك، منهم 14% "بشكل مؤكد" و26% "إلى حد ما"، ما يظهر وجود اهتمام شعبي أولي، لكنه لا يضمن النجاح في خوض الانتخابات.
إيلون ماسك يخاطر برأس المال السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي راكمه، عبر دخول حلبة سياسية محفوفة بالمخاطر.
وبينما قد يلقى "حزب أمريكا" صدى لدى شرائح ناقمة على الحزبين التقليديين، يبقى السؤال الأهم، هل تبقى تسلا شركة تكنولوجية يقودها مبتكر، أم تصبح أداة في معركة سياسية غير مضمونة النتائج؟