شركات إيطالية تستكشف فرص الاستثمار في السوق السعودية

تستكشف شركات إيطالية فرص الاستثمار في السوق السعودية مع تزايد حاجة روما إلى المزيد من العمليات والصفقات الاقتصادية المشتركة لتعزيز ودعم الاستثمار والنمو المشترك، بحسب ما قاله لـ "الاقتصادية" كارلو بالدوتشي، السفير الإيطالي في الرياض.

وأوضح أن عديدا من الشركات الإيطالية تنظر إلى السعودية كقاعدة انطلاق للعمل في دول الخليج، وقد نقل بعضهم منها بالفعل مقاره الرئيسية إلى الرياض وأخرى بصدد اتخاذ الخطوات اللازمة للوجود.

بالدوتشي أكد أن السعودية مُدرجة بالكامل ضمن إستراتيجية دعم الصادرات التي أطلقها أخيرا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني.

كما نوه بتوقيع الاتفاقية التي تمت أمس بين صندوق التنمية الصناعية السعودي وهيئة الاستثمار الصناعي لتوطين الصناعات المتقدمة، مؤكدا أهميتها الاستثمارية والاقتصادية العالية التي تدعم الاستثمار المشترك.

وتمثل المشاريع المشتركة بين إيطاليا السعودية في المجالات ذات الاهتمام المشترك عنصرًا أساسيًا لتطوير التصنيع المتقدم أو دمج الشركات الصغيرة والمتوسطة، بحسب بالدوتشي الذي أكد أهمية اغتنام الفرص المتميزة المتاحة في السعودية من خلال توفير خبراتها ومعرفتها وجودتها.

يذكر أن شركة الصندوق الصناعي للاستثمار كشفت عن دخولها في استثمار عالمي ضمن مجال صناديق الملكية الخاصة بشراكة إستراتيجية مع "إنفست إيندستريال" الاستثمارية الأوروبية، لتوطين صناعات متقدمة داخل السعودية، وتمكين الشركات السعودية الصغيرة والمتوسطة من الاندماج في سلاسل القيمة العالمية التي تديرها الشركة الأوروبية.

ورجح أنه بعد اتفاقية الأمس سيتم توقيع اتفاقيات مماثلة قريبا مع إقبال الوفود الاستثمارية والمؤسسات الإيطالية إلى السعودية بعد العطلة الصيفية، مضيفا "ستكون لدينا بعثات عدة تجارية رفيعة المستوى خلال الفترة المقبلة".

يشار إلى أن روما تعمل حاليًا على تعزيز حضورها في الدورة التاسعة من مبادرة الاستثمار في قطاع السياحة، وسيُنظم معرض سالوني ديل موبيلي الشهير في ميلانو، أكبر معرض للتصميم الداخلي في العالم، لأول مرة هنا في الرياض في نوفمبر المقبل.

السفير الإيطالي قال: "واثق من أن موسم الخريف بين روما والرياض سيكون ديناميكيًا للغاية ولا سيما مع تزايد أعداد الشركات التي تتوافد إلى الرياض أسبوعيا، خاصة بعد زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني إلى السعودية في يناير الماضي.

واستشهد بمشاركته اليوم في جلسة عمل بالرياض مع أكثر من 80 شركة إيطالية، بعضها يستكشف السوق السعودية لأول مرة، بعد حفل التوقيع بين SIC وInvest Industrial.

ومنذ رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى المستوى الإستراتيجي، ازدادت وتيرة التعاون ووصل عدد كبير من الشركات الإيطالية الجديدة - الصغيرة والمتوسطة - إلى السعودية للبحث عن شركاء سعوديين.

وقال: لدينا حضور تاريخي في القطاعات التقليدية (مثل البنية التحتية، والطاقة، والأعمال الزراعية، والإمدادات)، ولكننا نشهد أيضًا نموًا كبيرًا في القطاعات المبتكرة (مثل: الأدوية، والتصميم، والسيارات، والشركات الناشئة، والفضاء، والرياضة على سبيل المثال لا الحصر).

وحول التعاون في مجالات القطاع الصناعي بين روما والرياض، ذكر السفير الإيطالي أن السعودية مستعدة لتنمية قدراتها الصناعية، وإيطاليا مستعدة لدعمها من خلال الخبرة والتقنيات المتطورة والجودة والموثوقية، في قطاعات الطاقة، والآلات، والبنية التحتية ومواد البناء، والأعمال الزراعية، والدفاع والفضاء، والأدوية، والسيارات، والرياضة.

يذكر أن حجم التجارة الثنائية تجاوز 10 مليارات يورو، وتشير البيانات الأولية لـ 2025 إلى نموٍّ مُشجع، في القطاعات ذات الأولوية التي تشمل الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والأزياء والرفاهية، والدفاع، والأدوية، وفقا لبالدوتشي، الذي أكد ارتفاع الصادرات الإيطالية إلى السعودية في هذا المجال 145% بين عامي 2023 و2024 ما يجعلها رابع أكبر فئة تصدير لدينا).