مبيعات التجزئة في الصين تتجاوز التوقعات رغم التوترات التجارية
سجلت مبيعات التجزئة في الصين نموا بوتيرة أسرع من المتوقع الشهر الماضي وفق بيانات رسمية الإثنين، في مؤشر إيجابي لثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال حربه التجارية الطاحنة مع الولايات المتحدة.
وبحسب بيانات المكتب الوطني للإحصاء، بلغ نمو المؤشر الرئيسي لطلب المستهلكين نسبة 6,4% على أساس سنوي في مايو.
وتجاوز هذا الرقم توقعات نمو بنسبة 4.9 % في استطلاع أجرته بلومبرغ لآراء اقتصاديين. كذلك، يمثل ارتفاعا كبيرا عن الزيادة البالغة 5.1 % في أبريل.
غير أن المكتب الوطني للإحصاء أفاد أيضا بأن الإنتاج الصناعي نما بنسبة 5.8 %، وهو معدل أقل من المتوقع.
وكتب تشيوي تشانغ رئيس شركة بينبوينت لإدارة الأصول وكبير الاقتصاديين فيها، في مذكرة أن أرقام مبيعات التجزئة "تمثل مفاجئة"، لكنه حذر من أن الآفاق الاقتصادية لبقية العام غير مؤكدة.
وأشار المكتب الوطني للإحصاء إلى أن الاقتصاد "حافظ على استقراره" الشهر الماضي إذ "كثفت السلطات تطبيق سياسات اقتصادية كلية أكثر استباقية وفاعلية".
لكنه أضاف أنه "لا تزال هناك عديد من العوامل الخارجية غير المستقرة وغير المؤكدة، فيما الزخم الداخلي لتوسيع الطلب المحلي بحاجة إلى مزيد من التغزيز".
واجهت بكين صعوبة في الحفاظ على نمو قوي منذ جائحة كوفيد-19، إذ تُعاني من مشكلات عميقة في الداخل، من بينها التراجع المستمر في الاستهلاك المحلي وأزمة الديون في قطاع العقارات.
وأفاد المكتب الوطني للإحصاء بأن أسعار العقارات التجارية في مجموعة تمثيلية من 70 مدينة انخفضت على أساس شهري في مايو، ما يعكس استمرار حذر المستهلكين.
وأضاف المكتب أن معدل البطالة الذي شمله الاستطلاع، وهو رقم آخر ذو دلالة في ظل معاناة ملايين الشباب لإيجاد عمل مناسب، انخفض من 5.1 % في أبريل إلى 5 % في مايو.
وضعت الصين هدفا لتحقيق نمو اقتصادي بنحو 5 % لهذا العام.
لكن الوضع يزداد تعقيدا أيضا بسبب توترات تجارية مع واشنطن نجمت عن حرب رسوم جمركية متبادلة بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير.
واتفق الجانبان منذ ذلك الحين على تعليق موقت للرسوم المتبادلة، لكنهما لم يعلنا بعد عن اتفاق دائم.
واجتمع وفدا تجاريان من البلدين في لندن هذا الشهر لعقد جولة ثانية من محادثات رفيعة المستوى، وصرّح ترمب بأن القوتين العظميين توصلتا إلى اتفاق من شأنه إرساء هدنة.
وصرح لي تشينغانغ رئيس الوفد الصيني، بأن التواصل مع الولايات المتحدة كان "مهنيا جدا"، لكنه لم يذكر ما إذا تم التوصل لاتفاق.