الأسهم الدفاعية خير وسيلة هجومية في "وول ستريت"
عندما يكون الهجوم مُجديا، لا أحد يُبدي اهتمامًا كبيرًا بما يُسمى بالأسهم الدفاعية. وهذا هو الوقت الأمثل لإضافة بعض الأمان إلى المحفظة الاستثمارية، وكما يقال أحيانًا، إن الدفاع أفضل وسيلة للهجوم.
مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفع بنسبة 18% منذ أدنى مستوياته في أبريل، بعد أن ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جزءًا كبيرا من الرسوم الجمركية، بحسب مجلة "بارونز".
لماذا الأسهم الدفاعية؟
مع تجدد التفاؤل، انتعشت القطاعات الحساسة لتقلبات الاقتصاد، أو "الدورية"، بما فيها التكنولوجيا — حيث ارتفع صندوق إس بي دي آر المتداول لقطاع التكنولوجيا 30% خلال الفترة نفسها، بينما ارتفع صندوق إس بي دي آر المتداول لقطاع الصناعة 23%، وصندوق إس بي دي آر المتداول لقطاع السلع الاستهلاكية الكمالية 22%.
رغم ذلك، أدى هذا الارتفاع إلى تخلي المستثمرين عن القطاعات الدفاعية التي فضلوها هذا العام. ارتفع صندوق إس بي دي آر لقطاع السلع الاستهلاكية الأساسية 8.6%، وحقق صندوق قطاع المرافق مكاسب بلغت 12%، وانخفض صندوق قطاع الرعاية الصحية 0.2%.
لا تشهد هذه القطاعات تقلبات كبيرة في الطلب والأرباح نتيجةً للنمو الاقتصادي، وهي سمة رائعة عندما يخشى المستثمرون ركودا أو وضعا أسوأ، لكنها تفقد روعتها عندما يسارع المستثمرون إلى اقتناص المكاسب.
هذا يعزز من فرضية إمكانية لحاق هذه القطاعات بالسوق الأوسع وتعويض أدائها. فرغم الانتعاش، لا يزال الغموض يكتنف مستقبل الرسوم الجمركية والوضع الاقتصادي، وإذا بدأت السوق في التراجع، فقد تكون هذه القطاعات هي الملاذ الآمن الأمثل.
كما أن تقييماتها الحالية لا تبدو مرتفعة أو مبالغًا فيها. يُتداول صندوق إس بي دي آر لقطاع السلع الاستهلاكية الأساسية - الذي يضم أسهما مستقرة مثل "كوكاكولا" و "وول مارت" - عند مكرر ربحية يبلغ 19.9 مرة للأرباح المتوقعة خلال الـ12 شهرًا المقبلة، أي أقل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يُتداول عند مكرر 21.4 مرة فقط.
تعد هذه الفجوة أكبر من المتوسط المعتاد خلال السنوات الـ5 الماضية، الذي لم يتجاوز 0.3 نقطة. الأهم من ذلك، كان هذا القطاع يتداول خلال السوق الهابطة في 2022 بمكرر أعلى من مكرر ستاندرد آند بورز500 بنحو 4 نقاط، ما يُشير إلى احتمال صعود القطاع إذا عادت موجة البيع. وتواجه شركات المرافق، عند مكرر 17.8 مرة، وضعًا مشابهًا.
طالما كان ضعف هذه القطاعات الدفاعية هو القاعدة، وليس الاستثناء. كان أداء قطاعات المرافق والسلع الأساسية والرعاية الصحية أقل من أداء ستاندرد آند بورز 500 على مدار السنوات الـ5 الماضية، حيث تراجعت 6.1 نقطة مئوية و6.1 نقطة و8.7 نقطة على التوالي، مع احتساب أرباح الأسهم المعاد استثمارها.
جاء هذا في ظل ارتفاع هائل في قطاعي التكنولوجيا وحتى الصناعات بفضل الذكاء الاصطناعي. الآن، تراجعت القيمة السوقية المجمعة لأسهم الرعاية الصحية والسلع الأساسية والمرافق المدرجة في ستاندرد آند بورز 500 إلى 18% من القيمة السوقية للمؤشر البالغة 50.2 تريليون دولار.
وهذه النسبة هي الأدنى منذ عام 2000، وتنخفض عن ذروة استمرت سنوات تجاوزت 25%، وفقًا لبنك أوف أمريكا. وتشير هذه النسب مجتمعة إلى أن أي ارتفاع قادم في هذه القطاعات قد يكون ارتفاعا مستداما أكثر من ارتفاعات السنوات الأخيرة.
أبدى المستثمرون اهتمامًا مبكرًا ببعض هذه القطاعات، فقد تصدرت قطاعات السلع الأساسية والمرافق المرتبتين الأولى والثانية من حيث تدفقات التداول خلال الشهر الماضي بين 16 فئة يتتبعها بنك أوف أمريكا.
ومع أن الرعاية الصحية ظلت خارج دائرة الاهتمام بسبب التحديات السياسية، فإن الشركات التي لا تخضع للرسوم الجمركية، ولا سيما المفروضة على سلع الصين، أو تتأثر بها قليلا قد تحقق نتائج طيبة، كما يقول آدم باركر، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تريفاريت ريسيرش.