الدولار عملتنا ومشكلة لكم
اختار كنث روجوف ،Kenneth Rogoff أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد، هذه العبارة الشهيره لوزير الخزانة الأمريكي جان كانولي Connally في عهد الرئيس نكسون عنوانا لكتابه عن الدولار. قال الوزير هذه العبارة في رده على نقاد السياسة الأمريكية التي هزت أسواق المال والدولار حين أعلنت نكسون فصل الدولار عن الذهب في أغسطس 1971، بمنزلة نهاية جزء أساسي من منظومة برتون وود التي بدأت بدور الدولار كالعملة الأساس منذ 1944. الدولار كان مثبت ويتيح الفرصة لصرف مقابل الذهب.
صاحب الظرف أيضا قول وزير الخزانة الفرنسي بوصف الحالة الأمريكية بالحق الاستثنائي للتعبير عن الامتعاض. نجاح إعادة إعمار أوروبا واليابان مكّن هذه الدول من الحصول على الدولار، بالتالي المطالبة باستبداله بالذهب إلى أن أنهت الإدارة الأمريكية نظام الصرف. صاحب الإعلان أيضا فرض رسما جمركيا 10% حتى تم الاتفاق على منظومة صرف جديدة.
سياسة ترمب الجمركية محاولة لإعادة رسم الخريطة التجارية والاقتصادية التي أحدثت أيضا هزة في أسعار الصرف وأسواق المال خاصة السندات. لذلك تجربة ترمب ليست غريبة على التاريخ الأمريكي. الكتاب يأخذ بعد تاريخي في متابعة لمراحل دور الدولار الذي يذكر أنه دخل المرحلة الأخيرة من أزمة منتصف العمر بعد عدة تحديات نتابعها على سلم الزمن.
في عصر الحرب الباردة كان بالرغم عن ما نعرفه الآن عن اقتصاد الاتحاد السوفيتي إلا أن صناع السياسة الأمريكية كانوا يخشون المنافسة من الروبل في الستينيات. تلا ذلك انزعاج الأمريكان من القدرات التصنيعية والفائض المالي لليابان ودور الين في الثمانينيات إلى أن وصلنا إلى اتفاقية بلازا في 1985 والتي كان الهدف الأساسي منها رفع قيمة الين، لتنتهي أسطورة اليابان المالية مع انفجار فقاعة العقار والأسهم في 1989. كان عقد التسعينيات مريح اقتصاديا وماليا للدولار.
مع نهاية العقد في 1999 بدأ اليورو من قاعدة اقتصادية وسكانية ضخمه وبالتالي كأكبر تحدٍ مؤسساتي، و لكن دون تجانس في السياسات المالية بين الدول ودون عمق مماثل لأسواق الخزينة الأمريكية لم تحقق المنشود في منافسة الدولار.
أول التحديات حاليا من اليوان الصيني بحكم حجم وتعقيد الاقتصاد الصيني كثاني أكبر اقتصاد أمريكي و ربما يضاهيه ببعض المعايير، بل أن الصين أسست منظومة موازية للأمريكية كبديل للسوفت للتحويلات المالية عالميا. لكن يواجه اليوان القيود على التحويلات المالية، وعدم وضوح الأنظمة أحيانا، وأخيرا علاقات الصين الصعبة مع أغلب جيرانها. أخيرا العملات الرقمية لا يرى فيها تحدٍ مباشر لكنها ستكون قناة تهرب منها سيولة الدولار تدريجيا.
الخصم الأهم هو السياسية المالية الأمريكية من خلال حجم الدين الذي يراه أنه غير قابل للاستدامه، فمثلا تكلفة الدين أصبحت أعلى من ميزانية الدفاع بالتالي ستضغط على الموارد المالية. تحد سيقود أما لتضخم مؤثر أو سياسة نقدية شديدة تضر بالموفرين أو أزمة في الثقة. أحد الضحايا المحتملين قد يأتي في استقلال البنك المركزي بسبب استقطاب سياسي يبدأ بأزمة مالية.
الكاتب كان رئيس الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي وكتب عن الدين الأمريكي سابقا لذلك يقدم بعض الاقتراحات منها الحاجة لاستقامة مالية من خلال خطة واضحه للموارد و كبح للإنفاق. أيضا يشدد على حماية استقلال البنك المركزي. كذلك يوصي بتوظيف حصيف في الحضر المالي والاقتصادي، وأخيرا التصرف قياديا بمسؤولية كالمسؤولية عن آراء دول أخرى خاصة التأثير في الدولار كأهم عملية للاحتياطيات.