المستثمرون الشباب يعيدون التفكير في إستراتيجياتهم لمواكبة تذبذب السياسات التجارية
في خضم عالم مالي يشهد تقلبات حادة، يعيد المستثمرون الشباب التفكير في إستراتيجياتهم الاستثمارية لمواكبة التغيرات المتسارعة التي فرضتها سياسات تجارية متذبذبة، بما في ذلك تخفيض بعض رسوم ترمب الجمركية، والتي هزّت الأسواق خلال أبريل.
يرى الخبراء أن لدى هذه الفئة من المستثمرين ميزة كبرى، وهي الوقت. فبفضل أعمارهم الصغيرة نسبيًا، يمكنهم تحمل صدمات السوق المؤقتة والاستفادة من فترات الهبوط عبر شراء الأسهم بأسعار منخفضة. إلا أن هذا لا يمنع الحاجة إلى تعديل المحافظ الاستثمارية لتقليل التوتر والاستمرار في الاستثمار بثقة.
وفقا لـ "بارونز"، تقول نانسي ليستياوان، مستشارة مالية في "فيرا ويلث"، إنها تعمل مع زوجين من جيل الألفية يستعدان للزواج وشراء منزل خلال 5 أعوام. أحدهما يعمل في قطاع التكنولوجيا الذي يشهد عمليات تسريح، والآخر في التعليم القائم على التمويل الحكومي المؤقت، ما يجعلهما قلقين بشأن مستقبل السوق.
تساعدهم على تعديل إستراتيجيتهما الاستثمارية لتحقيق هدفهما القصير المدى المتمثل في شراء منزل، دون التضحية بالتقدم نحو أهدافهما طويلة الأمد. وبينما يواصلان الاستثمار بانتظام في حسابات التقاعد الخاصة بهما، يستخدمان "سُلّم سندات" بمواعيد استحقاق مختلفة لتنمية مبلغ 250 ألف دولار الذي خصصاه للمنزل.
ليستياوان تؤكد أنه بالنسبة للمستثمرين الذين يواجهون تقلبات لا يمكن التنبؤ بها، "فإن الاحتفاظ ببعض الأموال في حسابات سائلة أمر أساسي. وتشدد على أهمية معرفة حدود المخاطرة وتحملها، لأن التقلبات تؤثر نفسيًا بشكل كبير، خاصة للمستثمرين الجدد، مشيرة إلى أنه مع مرور الوقت، ستزداد خبرتهم في التعامل مع اضطرابات السوق، ولكن من المهم إبقاء بعض الأموال في استثمارات محافظة لتوفير راحة البال".
في نيويورك، يساعد المستشار المالي ديفيد روزنستروك زوجين في الأربعينات من عمرهما يهدفان للتقاعد المبكر وتأمين تعليم أطفالهما. نصحهم بتقليل اعتمادهم على أسهم النمو والتحول إلى أسهم القيمة التي تنتمي لشركات مستقرة قادرة على الصمود في وجه الأزمات.
ويؤكد الخبراء أن التنويع هو مفتاح تقليل المخاطر ومواجهة أي ظروف اقتصادية مقبلة كالتضخم أو الركود. ويشير توماس فان سبانكرين، كبير مسؤولي الاستثمار في "رايز إنفستمنتس"، إلى أن شركته سرعت من إستراتيجيات الشراء التدريجي للأسهم خلال فترات ضعف السوق.
يجمع المستشارون على أن وجود خطة استثمارية قابلة للتعديل هو ما يمنح المستثمرين الثقة والثبات في أوقات التقلب. كما تقول ليستياوان: "إذا لم تكن لديك خطة، فإن قلقك يتضاعف مع مرور الوقت."