إيران تعتزم تغيير قيمة عملتها عبر حذف أصفار منها وسط رياح اقتصادية معاكسة
تعتزم إيران تغيير القيمة الاسمية لعملتها المحلية عبر حذف أصفار منها، وفقا لما نقلته وسائل إعلام إيرانية عن محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين اليوم الإثنين، وسط رياح اقتصادية معاكسة تعانيها البلاد، تتمثل في انهيار قيمة عملتها وارتفاع كبير في معدلات التضخم.
قال فرزين في مؤتمر حول السياسة النقدية وسياسة الصرف الأجنبي في طهران: "سنسعى هذا العام بالتأكيد إلى إزالة الأصفار. تمت تجربة ذلك في نحو 70 دولة مثل روسيا وتركيا وألمانيا، وأثبتت فاعليتها عندما تم تطبيقها في الوقت المناسب"، بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام.
تشير تصريحات محافظ البنك المركزي الإيراني اليوم إلى إحياء خطة اقترحت أول مرة عام 2019 ووافق عليها البرلمان في العام التالي، تستهدف إلغاء 4 أصفار من قيمة الريال الإيراني واستبداله رسميا لتحل محله عملة "التومان" سعيا لتبسيط المعاملات.
إحياء لخطة طرحت قبل سنوات
كانت فكرة التحول إلى "التومان" مطروحة منذ عام 2008؛ لكنها اكتسبت زخما في عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الاتفاق النووي خلال ولايته الأولى وأعاد فرض عقوبات على طهران، ما أدى إلى انهيار العملة الإيرانية.
يأتي تجدد الحديث عن هذه الخطوة في وقت تجاوز فيه معدل التضخم في إيران 40%، بينما فقدت العملة الوطنية أكثر من 95% من قيمتها على مدى العقود الأربعة الماضية.
يعادل "التومان" 10 آلاف ريال إيراني؛ وكانت هذه العملة تعادل نحو 150 دولارا قبل عام 1979.
وبينما يبلغ سعر الدولار حاليا 42.1 ألف ريال، تكون قيمة "التومان" حاليا نحو 4.2 دولار فقط.
خلاف متجدد بين أمريكا وإيران
واصلت إيران تخصيب اليورانيوم بوتيرة سريعة بعد انسحاب ترمب خلال ولايته الأولى في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع 6 قوى عالمية في عام 2015، وإعادته فرض عقوبات عليها.
ومع تنصيب ترمب لولاية ثانية هذا العام، عاد الحديث عن ضرورة إبرام اتفاق يمنع إيران من الاستمرار في تخصيب اليوروانيوم إلى مستويات تؤهلها لامتلاك سلاح نووي.
اختتمت أحدث جولة من المفاوضات بين الجانبين لحل الخلافات بشأن برنامج طهران النووي في مسقط عاصمة سلطنة عمان أمس الأحد. عقدت الجولة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر وسطاء عمانيين.
على الرغم من إعلان البلدين تفضيلهما الدبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود، فإنهما ما زالا منقسمين بشدة بخصوص عدد من الأمور التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق جديد.
نقاط خلاف بين واشنطن وطهران
يقول مسؤولون إيرانيون "إن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين (الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساس بها) في المحادثات".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني كبير مقرب من فريق التفاوض أن مطالب الولايات المتحدة المتمثلة في "عدم تخصيب اليورانيوم وتفكيك المواقع النووية الإيرانية لن تساعد على تقدم المفاوضات".
أضاف المسؤول "ما تقوله الولايات المتحدة علنا يختلف عما يقال في المفاوضات".
علاوة على ذلك، تستبعد إيران تماما التفاوض على برنامجها للصواريخ الباليستية، وتطالب بضمانات قاطعة بعدم انسحاب ترمب مرة أخرى من الاتفاق النووي.