أعلنت شركة لوسيد المدرجة في بورصة ناسداك، المتخصصة في تصنيع السيارات الكهربائية الفاخرة، عن نتائجها المالية للربع الأول من عام 2025، مسجلة خسارة صافية قدرها 731 مليون دولار، بزيادة 6.8% مقارنة بالعام الماضي.

في المقابل، بلغت إيرادات الشركة 235 مليون دولار، بنمو سنوي قدره 36%، وتفاعل سهم الشركة بشكل إيجابي، مرتفعا بنسبة 3.9% بعد افتتاح التداول قبل أن يقلص جزءا من مكاسبه.

التسليمات القياسية مستمرة

حققت لوسيد تسليم 3.1 ألف مركبة خلال الربع الأول، بنمو 58% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مسجلة تسليمات قياسية للربع الخامس على التوالي، ومن حيث الإنتاج، بلغت الكمية المنتجة 2.2 ألف مركبة، بزيادة 28% عن العام السابق.

تحديات التعريفات الجمركية

أوضح طارق بوسعيد، المدير المالي للوسيد، خلال مكالمة مع المحللين، أن مستوى عدم اليقين قد ازداد بسبب التعريفات الجمركية، متوقعا تأثيرا سلبيا في هامش الربح الإجمالي يراوح بين 8% و15%، مقارنة بتوقعات الربع السابق بنسبة 7% إلى 12%. وأشار إلى أن هذه التحديات تعتمد على عوامل متعددة، مثل تقلبات السوق والتحديات التنظيمية، ما قد يؤدي إلى تغيرات إضافية في التوقعات. وأكد بوسعيد أن "لوسيد" تعمل بنشاط على تخفيف هذه التأثيرات من خلال إستراتيجيات مرنة تشمل تحسين سلاسل التوريد.

وفرة السيولة ودعم الشركاء

أكدت لوسيد متانة وضعها المالي، حيث بلغ إجمالي السيولة في نهاية الربع 5.76 مليار دولار، وهو ما يكفي لتغطية العمليات حتى النصف الثاني من عام 2026، دون احتساب تمويلات محتملة إضافية. وأشار بوسعيد إلى إمكانية تعزيز السيولة من خلال قروض صندوق التنمية الصناعية السعودي أو منح وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ما يوفر مرونة مالية إضافية للمستقبل.

السوق السعودية شريكة النمو

تلعب السعودية دورا في دعم نمو لوسيد. وقعت الشركة مذكرة تفاهم مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة، مستفيدة من قدرات الحوسبة فائقة الأداء في الجامعة. وأكد مارك وينترهوف، الرئيس التنفيذي المؤقت، أن هذا التعاون يعزز ريادة لوسيد التكنولوجية بتكلفة منخفضة، مع التركيز على أنظمة مساعدة السائق المتقدمة والقيادة الذاتية.

كما أبرزت الشركة أهمية مصنعها في السعودية "AMP-2"، الذي يشكل ركيزة في إستراتيجيتها الإنتاجية. ويستفيد المصنع من الموقع الجغرافي الإستراتيجي للسعودية وسلاسل التوريد الإقليمية، ما يعزز الكفاءة ويقلل الاعتماد على التوريدات العالمية. وتلقت لوسيد دعما ماليا من صندوق الاستثمارات العامة، بما في ذلك المشاركة في إصدار سندات قابلة للتحويل بقيمة 1.1 مليار دولار وتوسيع تسهيل ائتماني بقيمة 240 مليون دولار.

نظرة مستقبلية متفائلة

أكدت لوسيد التزامها بإنتاج 20 ألف مركبة خلال العام الجاري، مع تركيز على زيادة إنتاج سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات "لوسيد Gravity"، التي شهدت إقبالا نوعيا، حيث جاءت 75% من الطلبات من عملاء جدد. وواصلت "لوسيد Air" تصدر فئتها، حيث حافظت على لقب "أفضل سيارة كهربائية فاخرة" للسنة الرابعة على التوالي وفقا لتقرير U.S. News & World Report.

وتخطط لوسيد لإطلاق إصدارات متوسطة الحجم بحلول أواخر 2026، مدعومة باستثمارات رأسمالية متوقعة بقيمة 1.4 مليار دولار لتوسيع مصنعي AMP-1 في أريزونا وAMP-2 في السعودية، إلى جانب تعزيز شبكة البيع بالتجزئة. وقال بوسعيد: "نحن نبني مؤسسة مدفوعة بالتكنولوجيا، منضبطة ماليا، ومتكاملة رأسيا"، مؤكدا رؤية الشركة لقيادة مستقبل التنقل الكهربائي.