فورد: القيود الصينية على المعادن النادرة تهدد سلاسل توريد صناعة السيارات وتعيق الإنتاج

فورد: القيود الصينية على المعادن النادرة تهدد سلاسل توريد صناعة السيارات وتعيق الإنتاج

في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أطلقت شركة فورد تحذيرا قويا من تأثير القيود الصينية الأخيرة في تصدير المعادن الأرضية النادرة، ما يهدد استقرار سلاسل التوريد في صناعة السيارات.

الصناعة تعتمد على عناصر مثل السماريوم، والديسبروسيوم، والتيربيوم، والجادولينيوم، واللوتيتيوم، التي تُستخدم في إنتاج المغناطيسات الضرورية للسيارات الكهربائية ومنتجات الطاقة النظيفة والأسلحة الدفاعية.

قال الرئيس التنفيذي للعمليات في فوردكومار جالهوترا، إن القيود التي فرضتها بكين منذ 4 أبريل تسببت في تعقيدات جديدة في عملية الاستيراد، موضحًا أن "بضعة مكونات فقط كفيلة بإعاقة خطوط الإنتاج"، مبينا أن هذا التأثير لن يقتصر على فورد فقط، بل سيشمل الصناعة بأكملها، ما قد يؤدي إلى تفاوت في الإنتاج والأسعار بين الشركات.

حسب "نيكاي آسيا"، تأتي هذه القيود الصينية بعد قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 145% على السلع الصينية، وردت بكين برسوم بلغت 125% على المنتجات الأمريكية، لتتعمق الأزمة وتدخل مرحلة "حرب تجارية تكنولوجية".

في خضم هذه التوترات، ترى فورد أن موقعها الإنتاجي الكبير داخل الولايات المتحدة يمنحها أفضلية نسبية مقارنة بمنافسيها الدوليين.

قال جيم فارلي الرئيس التنفيذي، إن "الشركات ذات القاعدة الإنتاجية الأكبر في أمريكا ستكون في موقع قوة"، لكنه أقر في الوقت ذاته بأن بعض المنافسين يملكون طاقات إنتاجية غير مستغلة يمكن توجيهها سريعًا لتعويض أي نقص.

رغم محاولات التكيّف، أعلنت فورد تعليق إعلانها السنوي للأرباح بسبب "التقلبات الشديدة في السياسات الجمركية"، وقدّرت التأثير الإجمالي للرسوم في أرباحها قبل الفوائد والضرائب بنحو 2.5 مليار دولار، في حين يصل التأثير الصافي إلى 1.5 مليار دولار بعد اتخاذ تدابير تعويضية مختلفة.

وعلى صعيد السوق الصينية، أوقفت فورد صادراتها من السيارات من الولايات المتحدة إلى الصين، لكنها تواصل تصدير مكونات رئيسية مثل محركات الدفع. كما تستخدم فورد مصانعها في الصين كقاعدة تصدير إلى أسواق مثل جنوب شرق آسيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية.

تُظهر نتائج 2024 تحسناً ملحوظاً في أداء "تشانجان فورد"، الشراكة بين فورد وشركة تشانجان الصينية، حيث سجلت صافي أرباح بلغت 2.08 مليار يوان (287 مليون دولار) بعد خسارة قدرها 2.06 مليار يوان في 2023، نتيجة تقليص التكاليف الثابتة وزيادة الصادرات.

ومع تجاوز الصين لليابان في 2023 لتصبح أكبر مُصدر للسيارات في العالم، تتزايد المخاوف الأمريكية من النفوذ الصيني في قطاع السيارات، خصوصاً في ظل النمو السريع لشركات المركبات الكهربائية الصينية مثل بي واي دي، التي بدأت تغزو أسواقاً رئيسة تعمل فيها فورد.

أوضحت فورد في تقريرها السنوي أن السوق الصينية تحمل "مخاطر فريدة" بسبب التوتر السياسي، وتعقيدات التنظيمات المحلية، واعتماد سلاسل التوريد العالمية على مكونات مصنّعة في الصين.

الأكثر قراءة