الهند وباكستان .. موازين قوة الاقتصاد تحت مجهر التوترات بين الجارتين النوويتين
أثار التوتر الأخير بين الهند وباكستان على خلفية هجوم دام نفذه مسلحون الشهر الماضي في إقليم كشمير مخاوف من نشوب صراع عسكري واسع النطاق بين الجارتين النوويتين.
أعقب هجوم منطقة باهالجام، الواقعة في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من الإقليم، تبادل لإطلاق النار بين الجانبين عبر خط المراقبة وتخفيض لمستوى العلاقات الدبلوماسية. وأعلنت الهند فرض حظر شامل على استيراد كافة السلع القادمة من باكستان أو المارة عبر أراضيها.
ويلقي تجدد الصراع، القائم منذ 1947، واحتمالات المواجهة العسكرية الواسعة، بظلال على الأفق الاقتصادي للبلدين، ومدى مرونة اقتصاد كل منهما وقدرته على تحمل تبعات هذا التوتر والتصعيد المحتمل.
بينما شهد الصراع على امتداد عقوده، التي تقترب من الثمانين، توترات متقطعة، فقد شهدت العقود الأخيرة تغييرات واسعة في ميزان القوة الاقتصادية للبلدين.
الهند تسجل نموا كبيرا
قبل بضعة عقود، كانت باكستان تتقدم على الهند في بعض المجالات الاقتصادية؛ لكنها تخلفت عن الهند كثيرا في المؤشرات الرئيسية خلال السنوات الماضية.
الهند، البالغ تعداد سكانها 1.45 مليار نسمة بحسب صندوق النقد الدولي، أصبحت اليوم واحدة من الاقتصادات الأسرع نموا في العالم، حيث سجل اقتصادها نموا بلغ 8.2% في السنة المالية 2023-2024، بحسب أحدث تقرير للبنك الدولي.
وبينما يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للهند 4.19 تريليون دولار، وفقا لبيانات صندوق النقد، فمن المتوقع أن ينمو ناتجها المحلي 6.2% هذا العام بحسب صندوق النقد الدولي.
أما باكستان، التي يبلغ تعداد سكانها 240 مليون نسمة، فلا يتجاوز حجم ناتجها المحلي الإجمالي 337.9 مليار دولار وفقا لبيانات "بلومبرغ". ويتوقع صندوق النقد نمو ناتجها المحلي الإجمالي 2.6% فقط هذا العام.
تمثل ديون الهند 80.4 من ناتجها المحلي الإجمالي، وفقا للصندوق، بينما تبلغ نسبة ديون باكستان إلى ناتجها المحلي 73.6%. لكن في المقابل، لدى الهند احتياطي أجنبي ضخم، يمكنها من الصمود لفترة طويلة في مواجهة أي صدمات قد تتعرض لها.
يبلغ جحم احتياطي النقد الأجنبي لدى الهند 686 مليار دولار، بينما لا تملك باكستان في الوقت الحالي سوى ما يناهز الـ 16 مليار دولار، وفقا لآخر تحديث من بنكها المركزي.
فقر وبطالة الهند وباكستان
بينما تمكنت الهند خلال نحو 8 سنوات (2011-2019) من أن تخفض إلى النصف نسبة الفقر المدقع، فقد زاد الفقر في باكستان بعض الشيء بعد صدمات تعرض لها اقتصادها في الآونة الأخيرة، وفقا للبنك الدولي.
يبلغ، الناتج المحلي للفرد في الهند نحو 2880 دولارا، وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي. في المقابل، كان أقصى معدل للناتج المحلي للفرد في باكستان عام 2022، عندما بلغ 1696 دولارا، بحسب البنك الدولي.
تشير بيانات البنك الدولي إلى أن أكثر من 400 ألف هندي، أي نحو 27% من السكان، يعيشون في فقر مدقع، بدخل يقل عن 3.65 دولار في اليوم.
في المقابل، بلغ معدل الفقر للشريحة الدنيا من الدخل المتوسط في باكستان بلغ 42.3% للسنة المالية الماضية، بينما انضم 2.6 مليون باكستاني إلى الفئة الواقعة تحت خط الفقر، مقارنة بالعام السابق.
ويبلغ معدل البطالة في باكستان 8% بحسب بيانات صندوق النقد الدولي، بفارق طفيف عن الهند، التي يبلغ معدل البطالة فيها 4.9%.