500 مليار دولار تكاليف استهلاكية قد يضيفها فوز ترمب "رجل التعريفات"
أطلق دونالد ترمب الرئيس الجمهوري السابق على نفسه ذات مرة لقب "رجل التعريفات" الذي يسعى لتعزيز خزائن الحكومة. ومع قيامه بمحاولة أخرى للبيت الأبيض في 2024، فإن رفع الرسوم الجمركية - هذه المرة على جميع الواردات الأمريكية - أصبح مطروحًا على الطاولة مرة أخرى.
لكن المحللين يقدرون أن الرسوم الجديدة يمكن أن تجلب تكاليف استهلاكية إضافية بنحو 500 مليار دولار سنويا، في حين أن المقترحات الأخرى مثل تمديد خفض الضرائب يمكن أن تؤدي إلى زيادة تضخم العجز الوطني.
ما هي السياسات الاقتصادية الرئيسية لترامب وعواقبها؟
وقد دعا ترمب إلى فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على الأقل على الواردات من جميع الشركاء التجاريين، واصفًا ذلك بأنه "حلقة حول البلاد". وهذا من شأنه أن يصل إلى ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار من السلع، عند مستويات الواردات لعام 2023. وعلى السلع الصينية، طرح ترامب رسوما بنسبة 60% أو أكثر، محذرا الشهر الماضي: "أنتم تخدعوننا ونحن سوف نخدعكم".
وفي حين أن القانون خفض ضرائب الدخل بالنسبة للعديد من الأمريكيين، إلا أنه تعرض لانتقادات لكونه أكثر فائدة للأثرياء. وفي تجمع حاشد هذا الشهر، تعهد ترامب بـ "الطبقة المتوسطة، والطبقة العليا، والطبقة الدنيا، ودرجة رجال الأعمال، وخفض الضرائب بشكل كبير". وقد تعهد بإلغاء دعم الرئيس جو بايدن للسيارات الكهربائية أيضًا، من بين خطوات أخرى.
- ما هو تأثير المستهلك؟ -
إن فرض تعريفة جمركية شاملة بنسبة 10% وأكثر على الصين من شأنه أن يكلف الأسرة الأمريكية المتوسطة ما لا يقل عن 1700 دولار من الضرائب المتزايدة كل عام، وفقًا لتقرير صدر هذا الأسبوع عن معهد بيترسون للاقتصاد الدولي .
وأضافت أن الخسائر "ستكون ما يقرب من خمسة أضعاف تلك الناجمة عن صدمات تعريفة ترامب حتى أواخر 2019، مما يولد تكاليف إضافية للمستهلكين من هذه القناة وحدها تبلغ نحو 500 مليار دولار سنويا".
- ما الضربة المالية؟ -
إن تمديد تخفيضات ترمب الضريبية للعقد المقبل من شأنه أن يضيف 4.6 تريليون دولار إلى العجز، وفقا لتقرير صدر هذا الشهر عن مكتب الميزانية بالكونجرس، وهو وكالة اتحادية غير حزبية. وكانت تقديرات التكلفة السابقة لمكتب الميزانية في الكونجرس للتمديد 3.5 تريليون دولار حتى 2033. وهذا يعني أن صناع السياسات قد يضطرون إلى إيجاد طرق لتعويض العجز ، مثل خفض الإنفاق.
وقالت أكسفورد إيكونوميكس إن المستهلكين قد يشهدون أيضًا ارتفاع التضخم بما يصل إلى 0.6 نقطة مئوية، إذا ضاعف الجمهوريون تخفيضات الضرائب والرسوم الجمركية، وألغوا أحكام الطاقة النظيفة الواردة في قانون خفض التضخم التاريخي الذي وضعه بايدن. وتحمل المستوردون الأمريكيون عبء تعريفات ترمب السابقة بالكامل تقريبًا، وفقًا للجنة التجارة الدولية.
- هل هناك مخاطر خارجية؟ -
يقول الخبراء إن زيادة الرسوم الجمركية على نطاق واسع قد تؤدي إلى الانتقام وانعدام الثقة من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وقالت أكسفورد إيكونوميكس إن هؤلاء الشركاء يمكن أن يردوا برسوم جمركية مماثلة على الرغم من أن الصين، بما يتفق مع نهجها السابق، قد تنتقم "بطريقة أقل من متناسبة". وإذا أخذنا كل هذا في الاعتبار، سيظل ذلك بمثابة ضربة كبيرة للتجارة والناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
وأضافت أكسفورد إيكونوميكس أنه من المرجح أن يؤثر ارتفاع تكاليف الاستيراد على الدخل والاستهلاك، في حين أن الرسوم الجمركية الانتقامية ستجعل الصناعات الأمريكية أقل قدرة على المنافسة.
"باختصار، السياسات المقترحة تأتي مع مخاطر جسيمة على الأمن القومي".
