السعوديون يتجهون لأوزان الذهب الخفيفة مع ارتفاع الأسعار 30% منذ مطلع 2023

السعوديون يتجهون لأوزان الذهب الخفيفة مع ارتفاع الأسعار 30% منذ مطلع 2023
السعوديون يتجهون لأوزان الذهب الخفيفة مع ارتفاع الأسعار 30% منذ مطلع 2023

تأثرت المبيعات المحلية للذهب في السوق السعودية بسبب موجة صعودية للمعدن الأصفر بلغت 30% منذ مطلع 2023، دافعة المستهلكين لشراء الأوزان الخفيفة والذهب المستعمل واللجوء إلى بدائل المعدن النفيس، بحسب ما أفاد مختصون لـ"الاقتصادية".

وواصل بريق الذهب لمعانه منذ مطلع العام الجاري، بعد ارتفاعات 2023، ما دفع صعوده إلى 30% عن مستوياته البالغة 1824 دولارا للأونصة نهاية 2022، مستفيدا من التوترات الجيوسياسية وقرب التوقف عن تشديد السياسة النقدية عالميا التي امتدت منذ مارس 2022 في محاولة لكبح جماح التضخم.

ووفقا لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، صعد المعدن الأصفر 13.6% خلال العام الماضي إلى 2072 دولارا للأونصة، فيما واصل ارتفاعاته في 2024 ليرتفع 14.3% مسجلا مستوى 2368 دولارا خلال تداولات اليوم الخميس.

وأوضح لـ"الاقتصادية" الدكتور عبد الغني الصائغ نائب رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة أن الذهب كغيره من السلع تتأثر مشترياته مع ارتفاع قيمته، مستدركا أن شراء الذهب المستعمل يعد خطا موازيا لشراء الذهب الجديد، إذ دفعت الارتفاعات القياسية إلى توهج عمليات بيع وشراء الذهب المستعمل ولا سيما مع وجود إقبال على البيع للاستفادة من الأسعار العالية.

 

وقال الصائغ "إن قيمة المبيعات انخفضت بنحو 10%، فيما كان التراجع في كمية المبيعات 20% تقريبا مقارنة بالفترة السابقة".

وأشار إلى أن أسباب تذبذب الأسعار غير واضحة، لكن لجوء الدول والصناديق الإستراتيجية والمستثمرين لاستخدام الذهب كملاذ آمن، يزيد الطلب، وهذا أحد أسباب الارتفاعات.

من جهته صادق الرئيس التنفيذي لشركة أبناء سالم العماري للذهب والمجوهرات صلاح العماري على تأثر السوق بسبب ارتفاع أسعار الذهب، مع وجود منافسة قوية مع الدول المجاورة بالنسبة إلى الأسعار والضرائب، مؤكدا توجه المستهلكين إلى البدائل أو الأوزان الخفيفة، فيما تلجأ محال الذهب إلى تقليل مشترياتها من الذهب، خاصة أن مكاسبها تكون من سعر بيع الجرام وليس من القطعة كاملة، لذا كان من الطبيعي انخفاض أرباح هذه المحال مع شراء المستهلكين للأوزان الخفيفة.

وأكد العماري إقبالا أعلى على شراء السبائك الذهبية، لعدم وجود ضريبة عليها، وأشار إلى أن الضريبة في السعودية تشمل سعر الذهب والمصنعية، خلافا للدول الأخرى التي تفرض فيها الضريبة على المصنعية فقط وهذا الفرق يؤثر في السوق، لكنه ألمح إلى أن نظام استرداد الضريبة للمشترين الزوار مطبق في بعض الدول، وفي حال تطبيقه في السوق المحلية للقادمين من الخارج كالحجاج والمعتمرين فإن ذلك سيدعم نشاط السوق السعودية.

وكانت أونصة الذهب قد سجلت مستوى قياسيا في 20 مايو الجاري عند 2450 دولارا، قبل أن تتراجع قليلا في وقت لاحق.

وخلال العقد الأخير (منذ 2014 حتى 2023)، شهد الذهب ارتفاعا خلال ستة أعوام (2014 و2016 و2017 و2019 و2020 و2023)، بينما تراجع خلال أعوام (2015 و2018 و2021 و2022).

وخلال 54 عاما "من 1969 حتى 2023" تضاعف سعر أوقية الذهب 59 مرة، بمعدل أكثر من مرة سنويا، حيث كان سعرها 35 دولارا بنهاية 1969.

وشهد المعدن الأصفر، 27 ارتفاعا خلال الـ45 عاما الماضية (منذ عام 1979)، بينما تراجع خلال 18 عاما.

الأكثر قراءة