العقوبات الأمريكية على النفط الفنزويلي تعيد مخاوف نقص المعروض من جديد

العقوبات الأمريكية على النفط الفنزويلي تعيد مخاوف نقص المعروض من جديد
المعنويات في قطاع الطاقة ليست إيجابية حيث لا تزال الأسواق تترقب الصراع في الشرق الأوسط. «رويترز»
حذر محللون نفطيون من أزمة معروض جديدة في السوق بعد إعلان الولايات المتحدة أنها ستعيد فرض العقوبات النفطية على فنزويلا في وقت أشار فيه الاتحاد الأوروبي إلى عقوبات جديدة على إيران. وقال لـ"الاقتصادية" مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة أن السوق تواجه رياحا معاكسة للطلب على الطاقة على نطاق أوسع لكنه مع فرض عقوبات أمريكية جديدة على فنزويلا قد يتقلص المعروض مجددا. يأتي ذلك في وقت عد فيه بنك ستاندرد تشارترد أن التباين الحالي في تقديرات نمو الطلب على النفط الخام يخلق قدرا كبيرا من عدم اليقين في استثمارات القطاع، ما يدفع الأسعار على المدى الطويل إلى الارتفاع. وتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 110.2 مليون برميل يوميا عام 2030، ثم يرتفع إلى 113.5 مليون برميل يوميا عام 2035. في حين قالت وكالة الطاقة الدولية إن ذروة الطلب على النفط لا تعني بالضرورة أن الانخفاض السريع في استهلاك الوقود التقليدي وشيك، مضيفة أن الطلب على النفط سيستمر سنوات عديدة. وأعاد المتداولون في سوق النفط تركيزهم على أساسيات السوق، مع تراجع فروق الأسعار الرئيسة في الأيام الأخيرة، بحسب محللين لـ"الاقتصادية". وأكدوا أن الانتظار في خفض أسعار الفائدة الأمريكية يخلق رياحا معاكسة للطلب على الطاقة. وأبرز المحللون أهمية تأثير العقوبات الأمريكية الجديدة على فنزويلا بسبب عدم إجراء إصلاحات سياسية وهو ما سيدعم تشديد المعروض وضيق السوق في المرحلة الراهنة. وذكروا أن منظمات النفط الرائدة لا تزال متفائلة إلى حد كبير بشأن التوقعات طويلة الأجل حيث أكدت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط عام 2025 سيكون أعلى بمقدار 1.147 مليون برميل يوميا عن مستويات 2024، وهو أعلى من تقديرات 1.0 مليون برميل يوميا التي أصدرتها في يونيو 2023 . كما توقعت وكالات رائدة أخرى نموا أعلى للطلب عام 2025 مثل توقعات تقييم الأثر البيئي تبلغ 1.351 مليون برميل يوميًا وتوقعات ستاندرد تشارترد 1.444 مليون برميل يوميا. وفي هذا الإطار، قال فولفجانج إلياس مدير الأبحاث في شركة "فيينا إنرجي"، إن التقلبات هيمنت على السوق حيث حدثت ارتفاعات محدودة عقب انخفاض النفط بأكثر من 3% إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع بعد تسارع عمليات البيع كما أدى تضخم مخزونات النفط الخام الأمريكية إلى أعلى مستوى لها منذ تسعة أشهر، جنبا إلى جنب مع البيانات الصناعية الصينية الأضعف، إلى دفع العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى الانخفاض. من جانبه، ذكر أندريه جروسي مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية، أن المعنويات ليست إيجابية حيث لا تزال الأسواق تنتظر رد إسرائيل على الهجوم الإيراني الذي شنته في نهاية الأسبوع مع حث الولايات المتحدة على ضبط النفس بينما يعيد المتداولون تركيزهم إلى أساسيات السوق، حيث ضعفت فروق الأسعار الرئيسة في الأيام الأخيرة . وأصدرت إدارة معلومات الطاقة (EIA) بيانات أسبوعية هبوطية أثارت مخاوف بشأن الطلب حيث ارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 5.84 مليون برميل وارتفعت مخزونات المنتجات النفطية بمقدار 6.57 مليون برميل ومع ذلك، كانت عمليات البناء مقارنة بمتوسط الخمس سنوات متواضعة حيث بلغت 0.11 مليون برميل فقط للنفط الخام و1.24 مليون برميل للمنتجات. وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط اليوم الخميس إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع لتواصل خسائرها وسط آمال في انحسار التوتر في الشرق الأوسط، وهو من أهم المناطق المنتجة للخام، فيما يتحول تركيز المستثمرين إلى التوقعات بتراجع الطلب. وخلال التعاملات، نزلت العقود الآجلة لخام برنت 60 سنتا فقط بما يعادل 0.7 % إلى 86.69 دولار للبرميل، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 53 سنتا أو 0.6 % إلى 82.16 دولار للبرميل. وكلاهما متراجع للجلسة الرابعة على التوالي. وانخفضت الأسعار بأكثر من دولار عند أدنى مستوياتها خلال الجلسة، كما انخفضت بنحو 4 % منذ بداية الأسبوع.