رغم التراجع المحتمل لأرباح البنوك العالمية الكبرى .. القلق لا يبدو على المستثمرين
حققت البنوك الكبرى مزيدا من الأرباح خلال معظم عام 2023 في حين عانى المقرضون الإقليميون، لكن من غير المتوقع أن يكون أداؤها في الربع الأول من 2024 باهرا.
قد لا يمانع المستثمرون، ما دامت البنوك العملاقة قادرة على إثبات مدى استفادتها إذا ظلت أسعار الفائدة أعلى من المتوقع هذا العام.
يتوقع محللون أن يعلن كل من جيه بي مورجان تشيس وويلز فارجو وسيتي جروب وبنك أوف أمريكا أن أرباحهم في الربع الأول ارتفعت عن الربع الرابع من 2023، وانخفضت مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي.
لم يحدث هذا الانخفاض على أساس سنوي لجميع المؤسسات الأربع منذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة في الربع الثاني من 2022.
من المرجح أن تظهر أرقامهم أنه حتى أكبر البنوك تتصارع مع تباطؤ الطلب على القروض وتصاعد المشكلات لبعض المقترضين. ومن المتوقع أن ترتفع عمليات شطب الديون المعدومة 76 %، ومن المتوقع أن ترتفع المخصصات الجديدة المخصصة لتغطية خسائر القروض المستقبلية 31 %.
وبحسب "ياهو فاينانس"، يرجح أن يأتي جزء كبير من الزيادة في عمليات شطب الديون من قروض بطاقات الائتمان، وفقا لديفيد فانجر، نائب الرئيس الأول في وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية.
لكن قد يكون المستثمرون أكثر اهتماما ببقية عام 2024 من اهتمامهم بالربع الأول. حتى الآن هذا العام، كانوا يكافئون البنوك الكبرى على حساب المنافسين الأصغر.
ارتفعت أسهم سيتي جروب، وويلز فارجو، وجيه بي مورجان، وبنك أوف أمريكا 20 %، و17 %، و16 %، و12 % حتى الآن هذا العام، متفوقة على المؤشرات الرئيسة.
ما يمكن أن يساعد في دفع هذه الأسهم إلى الارتفاع هو إذا توقعت البنوك مزيدا من الأرباح لبقية العام بسبب تغير التوقعات بشأن عدد تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة هذا العام من الاحتياطي الفيدرالي.
تفيد التخفيضات الأقل البنوك العملاقة لأنها تسمح لها بفرض رسوم أكثر مقابل قروضها مع إبقاء تكاليف التمويل منخفضة نسبيا، ما يعزز مقياسا رئيسا للأرباح يعرف بصافي دخل الفوائد، وقد ساعدتهم هذه الديناميكية على تحقيق الأرباح خلال معظم عام 2023.
ما يمكن أن يساعد أسهم البنوك الكبرى أيضا هو مزيد من التفاؤل بشأن إبرام الصفقات والتداول لبقية عام 2024. وستكون هذه القضية ذات أهمية خاصة للمساهمين في جولدمان ساكس ومورجان ستانلي، مؤسستان تعتمدان على وول ستريت.
من المتوقع أن تعلن البنوك الكبرى أن إيرادات الربع الأول من سندات الاكتتاب والطروحات العامة الأولية ارتفعت في حين إن الاستشارات بشأن عمليات الاندماج والاستحواذ لا تزال متخلفة، ما يزيد من المشكلة التي شكلت تحديا للبنوك في 2023 و2022.
قال إبراهيم بوناوالا، محلل البنوك الكبرى في بنك أوف أمريكا سيكيوريتيز: "ما شهدتموه هو انتعاش أعمال الاكتتاب في الديون بشكل كبير"، وأشار أيضا إلى أن التدقيق التنظيمي لم يفض إلى صفقات كبيرة.
كما يستغرق تعافي عمليات الاندماج والاستحواذ وقتا أطول، وفقا لفانجر من وكالة موديز.
وقال "ما يتم استكماله في هذا الربع هو الصفقات التي اتفق عليها في الربع الثاني أو الثالث من العام الماضي".
ومن المتوقع أن تنخفض إيرادات التداول بشكل عام مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من أن بنك أوف أمريكا قد يخالف هذا الاتجاه، وفقا لتقديرات من محللين.
قد لا يكون المستثمرون لطيفين مع البنوك الإقليمية عندما يبدأون في الإعلان عن النتائج في الأسابيع المقبلة.
ومن المتوقع أن يواجه المقرضون متوسطو الحجم مزيدا من الصعوبات إذا أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، حيث إنهم كانوا يدفعون أكثر بكثير من المقرضين الكبار للحفاظ على ودائعهم سليمة.
تواجه البنوك الإقليمية أيضا مزيدا من الانكشاف لبعض القروض العقارية التجارية التي فقدت قيمتها وتحتاج إلى إعادة تمويل، وهو مصدر ناشئ للمشكلات لبعض المؤسسات مثل نيويورك كوميونتي بانكورب.
وقال كريس ماكجراتي، محلل البنوك الإقليمية ورئيس أبحاث البنوك الأمريكية في "كيه بي دبليو"، لياهو فاينانس: "إن إيرادات البنوك الكبرى أكثر تنوعا وليس لديها ذلك القدر من الانكشاف للعقارات التجارية".
بالنسبة إلى عام 2024 بأكمله، تتوقع "كيه بي دبليو" أن ترتفع أرباح البنوك الكبرى 4 %، وسيشهد المقرضون الإقليميون والصغار انخفاضا 9 - 10 % في صافي دخلهم خلال الفترة نفسها.