وزيرة الخزانة الأمريكية في بكين لبحث التجارة ومكافحة غسل الأموال والإنتاج الزائد
اتجهت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية إلى الصين، العازمة على تجنب الصراع المفتوح مع الولايات المتحدة، ومع ذلك يبدو أن أكبر اقتصادين في العالم ما زالا يناقشان القواعد المتعلقة بكيفية التنافس ضد كل منهما.
هناك توترات بشأن دعم الحكومة الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية والألواح الشمسية، تماما كما تعمل الحكومة الأمريكية على زيادة مساعداتها الخاصة لقطاعات التكنولوجيا هذه. هناك اختلافات في التجارة، وملكية "تيك توك"، والوصول إلى رقائق الكمبيوتر والأمن القومي، وكلها تشكل خطرا على العلاقة التي أصبحت تدار بعناية.
وعرضت يلين ( 77 عاما)، وهي خبيرة اقتصادية مشهورة ورئيسة سابقة للاحتياطي الفيدرالي، للصحافيين القضايا التي تنوي إثارتها مع نظرائها الصينيين خلال زيارتها التي تستغرق خمسة أيام. وتتوجه إلى قوانغتشو وبكين لعقد اجتماعات مع قادة المالية ومسؤولي الدولة.
وستشمل مشاركاتها هي ليفنغ نائب رئيس مجلس الدولة، وبان قونغ شنغ محافظ البنك المركزي الصيني، وليو خه نائب رئيس مجلس الدولة السابق، وقادة الشركات الأمريكية العاملة في الصين، وطلاب الجامعات والقادة المحليين.
وقالت يلين، في حديثها للصحافيين أثناء توقفها للتزود بالوقود في ألاسكا في طريقها إلى آسيا، "إن زيارتها ستكون استمرارا للحوار الذي شاركنا فيه ونعمقه، منذ التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2022". وأشارت إلى أن هذا سيكون اجتماعها الثالث مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني.
واتهمت يلين الصين أخيرا بإغراق الأسواق العالمية بمنتجات الطاقة الخضراء المدعومة بشكل كبير، وهو ما قد يؤدي إلى تقويض الإعانات التي قدمتها الولايات المتحدة لقطاع الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية لديها بأموال يوفرها قانون خفض التضخم الذي أقره الديمقراطيون.
وأكدت نيتها تكرار مخاوفها للمسؤولين الصينيين بشأن قيامهم بإغراق السوق العالمية بألواح شمسية ومركبات كهربائية رخيصة الثمن، ما يحبط قدرة الدول الأخرى على تطوير هذه القطاعات.
وقالت للصحافيين: "نحن بحاجة إلى توفير فرص متكافئة. نحن قلقون بشأن الاستثمار الضخم في الصين في مجموعة من الصناعات التي تؤدي إلى فائض الطاقة الإنتاجية".
ولم تستبعد يلين اتخاذ خطوات إضافية لمواجهة الدعم الصيني في قطاعات الطاقة الخضراء، مضيفة: "ليست الولايات المتحدة فقط، بل عدد قليل من البلدان، بما في ذلك المكسيك وأوروبا واليابان، هي التي تشعر بالضغط الناجم عن الاستثمارات الضخمة، في هذه الصناعات في الصين."
وقالت يلين الأسبوع الماضي "إن الصين تغمر السوق بالطاقة الخضراء التي "تشوه الأسعار العالمية"، وتخطط لإبلاغ نظرائها بأن زيادة إنتاج بكين من الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم أيون تشكل مخاطر على الإنتاجية والنمو في الاقتصاد العالمي.
بدأت الصين في توسيع وجودها في الاقتصاد العالمي منذ أكثر من عقدين من الزمن، حيث قامت بتصدير سلع رخيصة اجتذبت المستهلكين الأمريكيين على حساب وظائف المصانع في عديد من مدن هؤلاء المستهلكين. أدت الأبحاث التي أجراها الاقتصاديون ديفيد أوتور وديفيد دورن وجوردون هانسون حول ما يعرف باسم "صدمة الصين" إلى زوال عديد من مدن المصانع، وفي بعض الحالات أدت إلى قدر أكبر من السخط السياسي. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء فائدة في المواجهة الاقتصادية لإنتاج المنتجات الخضراء.