101 مليار دولار مبيعات متوقعة للساعات الفاخرة في 2026 .. هل تصمد أمام طوفان «الرقمية»؟
في عالم الأناقة والترف، تحتل الساعات الفاخرة مكانة مميزة رمزا للفخامة والذوق الرفيع.
ومع تطور التكنولوجيا وعصر الذكاء الاصطناعي وانتشار الساعات الذكية والرقمية، يسأل كثيرون هل تصمد الساعات الفاخرة في عصر الطوفان الرقمي؟
في عام 2022 بلغت مبيعات الساعات الفاخرة عالميا 79 مليار دولار، وشكلت الساعات الفاخرة المستعملة 30 % من تلك القيمة، ويتوقع أن ترتفع المبيعات إلى 101 مليار دولار عام 2026، وجزء من هذا النمو يعود الفضل فيه إلى الإنترنت.
تركت جائحة كورونا بصمة واضحة على صناعة الساعات واتجاهات المستهلكين، فمنذ الجائحة وعالم الساعات الميكانيكية الفاخرة بات رقميا أكثر فأكثر، وفي عالم يحدث كل شيء فيه على الإنترنت ترك ذلك بصمته على عالم الساعات ابتداء من المعارض الافتراضية مرورا بتحديد موعد مع مسؤولي المبيعات، وانتهاء بعملية الشراء ذاتها.
وتشير التوقعات الراهنة إلى أنّ بحلول عام 2025 ستعتمد 30 % من جميع شركات الساعات الكبرى على الإنترنت، مقابل 12 % فقط في بداية عام 2020.
يقول جون شميرلر رئيس قسم المبيعات الأسبق في شركة بيجيه للساعات: "المستهلكون الجدد والشباب يرون أن القضية لا تتعلق بالأناقة، وإنما بالاستثمار، وأغلبهم يتعامل مع الساعات الفاخرة بوصفها أصولا قابلة لإعادة الاستثمار، ولتلك الفئة علاقة قوية بالإنترنت، ما يدفع شركات الساعات الكبرى إلى الاستثمار كثيرا في وجودها الرقمي".
ويضيف: "الإنترنت تساعد على الاختيار، وليس الشراء، فالساعات منتج ملموس، ووجود متجر افتراضي أمر مهم، ولكن الأهم موقع فعلي لتجربة الساعة على معصمك ومعرفة مدى ملائمتها لك، فوزن الساعة على المعصم أساسي في عملية اتخاذ القرار المتعلق بالشراء، ربما لا يكون ذلك ضروري بالنسبة للمخضرمين من عشاق الساعات الفاخرة، لكنه مهم بالنسبة للوافدين الجدد".
إس.دي تيفيرسون خبير في مجال بيع وشراء الساعات الفاخرة لما يزيد عن أربعة عقود يؤكد لـ"الاقتصادية"، أن عالم الساعات الفاخرة سيصمد، بل سيزدهر رغم طوفان الساعات الذكية والرقمية.
ويقول: "ارتبطت الساعات الفاخرة تاريخيا بالتصميمات الكلاسيكية والحرفية الدقيقة، هذا ما يجعل لها مكانة خاصة، والصناعة تقوم بعملية تجميل معاصرة تحافظ على العراقة مع إدخال التكنولوجيا على المنتج".
ويضيف: "لن يفلح أحد في الإطاحة بالساعات الفاخرة، ففي عصر الفخامة الهادئة، يعد امتلاك سيارة فاخرة صرخة لجذب انتباه الآخرين، أما امتلاك ساعة فاخرة فأقرب إلى ابتسامة تسحر الجميع دون ضوضاء".
الثورة لم تكن بعيدة أبدا عن صناعة الساعات، ففي أوائل القرن الـ20 تم التخلي عن ساعات الجيب بعد ظهور ساعات اليد، ولاحقا وفي سبعينيات القرن الماضي ظن البعض أن مستقبل الساعات الفاخرة مهدد بسبب هجوم ساعات الكوارتز اليابانية التي كانت موضة رائجة في وقتها، مع ذلك ظلت الساعات الفاخرة فخرا لأصحابها، والآن تواجه تحديا جديدا من الساعات الذكية التي تنمو مبيعاتها بنسبة 42 %.
مع هذا يعتقد توماس ستيفن أحد تجار الساعات الفاخرة في العاصمة البريطانية لندن أنه لا يوجد سبب يمنع الساعات الميكانيكية الفاخرة والساعات الذكية من التعايش معا، لكن هذا لا ينفي من وجهة نظره أن تقوم الساعات الذكية باقتطاع جزء من الحصة السوقية للساعات الفاخرة.
ولـ"الاقتصادية"، يقول: "الساعات الذكية ستقتطع جزءا من حصة القطاعات المنخفضة والمتوسطة للساعات الفاخرة، لكن الشرائح العليا في صناعة الساعات الفاخرة لن تعاني أي نوع من الانهيار خاصة أنها تقوم بتطوير نفسها والاستفادة من التقنيات الحديثة".