درس سوق العمل اليابانية لـ «الاحتياطي الفيدرالي»: النساء قد يفاجئنك
تصدر الاقتصاد الياباني عناوين الأخبار هذا العام مع عودة التضخم للمرة الأولى منذ عقود، وفوز العمال بمكاسب في الأجور، ورفع بنك اليابان أسعار الفائدة لأول مرة منذ 17 عامًا.
وبحسب "نيويورك تايمز"، هناك اتجاه آخر أطول أمدا يحدث في الاقتصاد الياباني، يمكن أن يكون مثيرا للاهتمام لصانعي السياسات الأمريكيين، إنه الارتفاع المطرد في توظيف النساء، إذ انضمت اليابانيات في سن العمل إلى السوق منذ أعوام، وهو اتجاه استمر بقوة في الأشهر الأخيرة.
ومنذ 2013 تقريبًا، حاولت الحكومة اليابانية جعل السياسات العامة وثقافة الشركات أكثر ملاءمة للنساء، وكان الهدف هو جذب مصدر جديد للمواهب في وقت يواجه فيه رابع أكبر اقتصاد في العالم سوق عمل مسنة ومنكمشة.
إنها مفاجأة يمكن أن تكون تنبيها مهما للمسؤولين الاقتصاديين في العالم، حيث يحاولون عادة تخمين مدى توسع القوة العاملة في دولة ما من خلال استقراء التاريخ، ويميلون إلى افتراض أن هناك حدودا لعدد الأشخاص الذين يمكن جذبهم إلى سوق العمل.
لكن التاريخ كان دليلا ضعيفا في اليابان على مدى العقد الماضي، مع تغير المعايير الاجتماعية ومعدلات الزواج والخصوبة. الدرس الذي تقدمه التجربة اليابانية بسيط: قد تشكل النساء قوة عمل محتملة أكبر مما يعتمد عليه خبراء الاقتصاد عادة.
وربما تكون هذه الرسالة مهمة للاحتياطي الفيدرالي، حيث يكون سؤال مدى المساحة التي يجب أن تتوسع فيها سوق العمل الأمريكية مهما للاحتياطي الفيدرالي في 2024.
وخلال العام الماضي، انخفض التضخم في الولايات المتحدة واعتدلت ضغوط الأجور حتى مع بقاء التوظيف قويا، وتوسع الاقتصاد بسرعة. كانت هذه النتيجة الإيجابية ممكنة لأن المعروض من العاملين في البلاد آخذ في التوسع.
وجاء نمو القوى العاملة من مصدرين كبيرين في الأعوام الأخيرة: انتعاش الهجرة، وتعافي المشاركة في القوى العاملة بعد انخفاضها خلال الجائحة.
الآن، يتساءل الاقتصاديون ما إذا كان التوسع يمكن أن يستمر؟ يبدو أن الهجرة إلى الولايات المتحدة في طريقها للاستمرار.
وقال اقتصاديون في "جولدمان ساكس": إن الولايات المتحدة يمكن أن تضيف نحو مليون مهاجر أكثر من المعتاد هذا العام. والسؤال هو ما إذا كانت المشاركة في القوى العاملة ستستمر في الارتفاع؟
وفي الوقت الحالي، يبدو أن الوضع استقر، لكن بالنظر إلى أن السكان يتقدمون في السن، يقول عديد من الاقتصاديين: "إن العدد الإجمالي يمكن أن يظل ثابتا، بل ربما ينخفض بمرور الوقت". لذلك يشكك بعض الاقتصاديين في إمكانية استمرار التحسن في المعروض من العمالة.
وسابقا، كانت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة أعلى في الولايات المتحدة من الاقتصادات المتقدمة الأخرى، لكنها تخلفت كثيرا، وتقدمت عليها اليابان منذ 2015.
في هذه الأيام، نحو 77 % من النساء في مقتبل العمر في الولايات المتحدة لديهن وظيفة أو يبحثن عنها. ويبلغ هذا الرقم نحو 83 % للنساء اليابانيات، مقارنة بنحو 74 % قبل عقد و65 % في أوائل التسعينيات.
ويمكن أن تقدم تجربة اليابان تلميحات حول ما ينتظر الولايات المتحدة. انخفضت معدلات الخصوبة والزواج في أمريكا، الأمر الذي يمكن أن يوجد مساحة لمواصلة ارتفاع معدلات العمل بين النساء الشابات وفي متوسط العمر على المدى القريب، رغم أن حصاد ذلك سيكون عددا أقل من السكان واقتصادا أصغر مستقبلا.