رغم التحفظ المؤقت لمنح «الضوء الأخضر» «الفيدرالي» يتمسك بـ 3 تخفيضات للفائدة في 2024
من غير المحتمل أن يؤدي الارتفاع الأخير في التضخم إلى تغيير توقعات صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي، الخاصة بإجراء ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام وأربعة في 2025، وفقا لـ49 خبير اقتصادي استطلعت بلومبرغ نيوز آراءهم في الفترة من الثامن إلى الـ13 من مارس.
وقال الاقتصاديون، إن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ستبقي أسعار الفائدة ثابتة في نطاق 5.25% - 5.5% في اجتماعها هذا الأسبوع، وسيكون ذلك الاجتماع الخامس على التوالي الذي تبقى فيه أسعار الفائدة دون تغيير، على أن يبدأ أول تخفيض في يونيو.
وترى أغلبية كبيرة من المشاركين في الاستطلاع أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يخططون لثلاثة تخفيضات أو أكثر في 2024، بينما يتوقع أكثر من الثلث تخفيضين أو أقل.
للمرة الأولى منذ ديسمبر سيجري رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، وزملاؤه تحديثا لتوقعاتهم الاقتصادية وتوقعات سعر الفائدة في اجتماع 19-20 مارس، ويتوقع المشاركون في الاستطلاع تعديلات طفيفة فقط على توقعاتهم دون أي تغيير في المسار المتوقع لسعر الفائدة.
وقالت كاثي بوستجانسيك، كبيرة الاقتصاديين في شركة نيشين وايد "نتطلع إلى رفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة متوسط توقعاتها للتضخم لهذا العام، لكن بخلاف ذلك لا نتوقع تغييرات كبيرة في توقعات الاقتصاد الكلي أو أسعار الفائدة".
وأضافت أن التضخم الثابت في الآونة الأخيرة "سيزيد من تحفظ باول في إعطاء الضوء الأخضر لتخفيض أسعار الفائدة على المدى القريب".
ويرى الاقتصاديون أن صناع السياسات سيرفعون توقعاتهم للناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في 2024 إلى معدل سنوي من 1.4% إلى 1.7%، ويرفعون توقعاتهم للتضخم من 2.4% إلى 2.5%.
في شهادته أمام الكونجرس الأسبوع الماضي، أكد باول أن البنك المركزي حقق تقدما جيدا في دفع التضخم نحو هدفه البالغ 2%، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى "أدلة أكثر قليلا فقط" قبل إجراء تخفيض أولي لسعر الفائدة. قال للمشرعين: "لسنا بعيدين عن ذلك".
وبحسب آنا وونغ، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين، من المتوقع "أن يستمر المخطط النقطي في إظهار أن متوسط المشاركين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يتوقع تخفيضات في أسعار الفائدة بواقع 75 نقطة أساس هذا العام. وفي موجز التوقعات الاقتصادية، من المرجح أن يرتفع متوسط التوقعات لسعر الفائدة المحايد، حيث أشار خمسة مشاركين على الأقل في اللجنة إلى إمكانية ارتفاع سعر الفائدة المحايد خلال الفترة الفاصلة بين الاجتماعات".
وتعزز البيانات الاقتصادية الأخيرة ضرورة الحذر. في فبراير تجاوز التضخم الأساسي التوقعات للشهر الثاني، وتسارع مقياس رئيس لتداعيات ضغوط الأسعار.
وقال جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين في آي إن جي: "مع ارتفاع معدلات النمو والوظائف والتضخم بشكل لا يبعث على الراحة، فإن الاحتياطي الفيدرالي ليس في وضع يسمح له بتخفيض أسعار الفائدة على المدى القريب".
إضافة إلى القرار بشأن أسعار الفائدة، من المقرر أن تناقش اللجنة قضايا تتعلق بالميزانية العمومية للبنك المركزي الأمريكي البالغة 7.5 تريليون دولار.
ويتوقع عدد كبير من الاقتصاديين أن إعلان وتيرة أبطأ لتضييق السياسة النقدية في يونيو، على أن يبدأ التخفيض في يونيو أو يوليو. نتيجة لذلك، يتوقعون أن تنخفض الميزانية العمومية إلى 6.7 تريليون دولار في ديسمبر 2025.
أصبح الاقتصاديون متفائلين بشكل متزايد بشأن التوقعات الاقتصادية. ويتوقع 17% فقط من المشاركين حدوث ركود في الـ 12 شهرا المقبلة، وهي نسبة أقل كثيرا من 58% في يوليو الماضي.
لكن معظم المتنبئين لا يعتقدون أن الفيدرالي قادر على إعلان النصر حتى الآن. ويتفق 27% فقط مع تقييم نائب الرئيس السابق، ألان بليندر، بأن البنك المركزي حقق بالفعل هبوطا سلسا للاقتصاد، في حين اختلف معه 73%.
وجادل بليندر أخيرا في تعليق نشرته وول ستريت جورنال بأن مثل هذه النتيجة ـ انخفاض التضخم واستمرار قوة سوق العمل ـ قد تحققت بالفعل.