عقارات الصين تحت وطأة الخطوط الحمراء الثلاثة .. الأسعار تتجاهل تخفيض الرهن بالتراجع
انخفضت أسعار المنازل الجديدة في الصين بشكل كبير في فبراير، ما يؤكد الدعوات لمزيد من الدعم السياسي لتعزيز الطلب.
وقادت المدن الرئيسة، بما فيها بكين وغوانجشو وشنزن، الانخفاض الشهري بنسبة 0.3% في المواقع رفيعة المستوى، رغم تخفيض قياسي الشهر الماضي لمعيار الرهن العقاري. وتتطابق وتيرة الانخفاض تقريبا مع تلك المسجلة في يناير. وعلى أساس سنوي، كان الانخفاض أكثر حدة، حيث بلغ 1%، ويرجع ذلك جزئيا إلى تأثير قاعدة القياس المرتفعة.
ووفق بيانات رسمية نقلتها نيكاي آسيا، انخفضت أسعار المنازل المستعملة في المدن الراقية 0.8% في فبراير مقارنة بالشهر السابق، مقابل انخفاضها 0.6% في يناير، حيث لا يزال الشراء صعبا على كثير من المواطنين العاديين.
وانخفضت الأسعار في المدن الإقليمية الرئيسة الأخرى بهوامش أكبر، حيث ظل الطلب ضعيفا وسط ضعف النشاط الاقتصادي.
وأثر الهبوط الذي شهده قطاع العقارات في الصين على الاقتصاد منذ أن تبنت الحكومة سياسة "الخطوط الحمراء الثلاثة" في 2021 للحد من إفراط المطورين في الاقتراض.
وحددت هذه السياسة سقفا لأنواع مختلفة من الديون، ما نتج عنه تخلف عن السداد في بعض أكبر الشركات العقارية في البلاد، ويعد تحول السوق إلى الارتفاع أمرا حاسما للحفاظ على زخم النمو في الصين.
وبعد تخفيض سعر الفائدة الرئيس على القروض لمدة خمس سنوات من 4.2% إلى 3.95% في يناير، ألمحت السلطات الأسبوع الماضي إلى مزيد من التيسير النقدي لدعم النمو، مع إبقاء المخاطر تحت السيطرة.
في الوقت نفسه، وعد وزير الإسكان بتقديم دعم "معقول" لمطوري العقارات المتعثرين، ولكن ليس لأولئك الذين يواجهون الإفلاس.
وأبقى البنك المركزي يوم الجمعة سعر الفائدة على قروض تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل - بقيمة 387 مليار يوان (54.5 مليار دولار) لمدة عام واحد -للمؤسسات المالية عند 2.5%.
وقالت لين سونج، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في آي إن جي ريسيرش، في مذكرة يوم الجمعة "لا يزال البنك المركزي يميل إلى التساهل، لكن ضغط انخفاض قيمة اليوان يحد من مجال التخفيف النقدي في الصين قبل أن تبدأ البنوك المركزية العالمية في خفض أسعار الفائدة"، إذ ارتفع الدولار نحو 1.1% مقابل اليوان حتى الآن هذا العام.
وأضافت سونج، إن البنك المركزي "من المرجح أن يوقت خفض أسعار الفائدة بعناية لدعم سياسة داعمة أوسع في الأشهر المقبلة".