هيئة المنافسة لـ «الاقتصادية»: الموارد البشرية التحدي الأكبر .. «المنافسة» لا تدرس في الجامعات
قال لـ "الاقتصادية" الدكتور عبدالعزيز الزوم الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للمنافسة، إن أغلب هيئات المنافسة في العالم تعاني مشكلة في توافر الموارد البشرية لأن المنافسة لا تدرس في الجامعات، موضحا أن بناء الطاقات البشرية تحد كبير جدا.
وأكد الزوم على هامش المؤتمر السنوي الثالث لشبكة المنافسة العربية الذي تنظمه الهيئة العامة للمنافسة، وذلك خلال الفترة من 3 - 4 مارس 2024 في مدينة الرياض، أن الموظف في هيئات وأجهزة المنافسة بحاجة إلى مدة زمنية تراوح من 6 إلى 7 أشهر وأحيانا إلى عام ليبدأ في هضم قضايا المنافسة ومعالجتها.
وعند سؤاله إلى أين وصلت السعودية في خلق سوق تتصف بمؤشرات المنافسة والشفافية، أجاب، "أعمال الهيئة تأتي في ثلاثة أنواع، النوع الأول النظر في عمليات الاندماجات والاستحواذات وهذه لها مؤشراتها، لأن عمليا الاستحواذ الذي يتبع المسار القصير لا تزيد فترة البت فيه على أسبوعين، وهناك أيضا الاستحواذات والاندماجات ذات المسار الطويل وتأخذ من شهرين إلى ثلاثة أشهر".
وأضاف: "ويتمثل النوع الثالث في عملية النظر في الشكاوى التي ترد إلى الهيئة، والمبادرات التي تقوم بها، وتكون فيها عمليات تحقيق وترفع لمجلس الإدارة حسب درجة التعقيد في المخالفة".
واختتمت أمس أعمال المؤتمر السنوي لشبكة المنافسة العربية، بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين الدوليين، حيث ناقش عددا من الموضوعات للنهوض بالمنافسة في العالم العربي كما عرضت منجزات مجموعات العمل الثلاث، وتم التباحث حول انتخاب رئيسٍ للشبكة للعامين المقبلين إضافة لرئاسة مجموعات العمل الثلاث للدورة المقبلة.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بدعم الشبكة لبرامج تدريب في سلطات المنافسة العربية، واستمرار نموذج محاكاة سلطات المنافسة العربية المخصص للطلاب من كليات الحقوق والاقتصاد بالجامعات العربية، لإعداد كوادر بشرية مدربة وقاعدة أكاديمية من بين فئة الطلاب يمكن الاعتماد عليها مستقبلا في إمداد سلطات المنافسة بالخبرات الفنية المؤهلة، وبحث استحداث جائزة تعنى بمسائل الإنفاذ في مجال المنافسة، وبحث استحداث جائزة تعنى بسياسات المنافسة، وبحث استحداث جائزة للبحث العلمي باللغة العربية، على أن تبحث مجموعات عمل شبكة المنافسة بالتنسيق مع رئيس شبكة المنافسة العربية المسمى المحدد وإطار هذا الجوائز، وبحث إجراء دراستين مشتركتين الأولى دراسة الأطر التقييمية لأجهزة المنافسة ودراسة الأطر التقييمية لمستوى المنافسة في الأسواق، وتطوير أعمال مجموعات عمل الشبكة لتتضمن مؤشرات أداء وتقدم أربع دورات تدريبية بشكل ربع سنوي.
من جهته، أوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور محمود ممتاز رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في مصر ورئيس شبكة المنافسة العربية سابقا بعد انتخاب الهيئة اليوم الدكتور عبدالعزيز الزوم، أن المؤتمر سعى لإيجاد نواة لقدرة الأسواق العربية على أن تكون أكثر تنافسية، وإيجاد مكافحة ضرورية للصور الاحتكارية، مشيرا إلى أن الممارسات الاحتكارية في عالم اليوم تزيد من ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات حيث تزيد على 50 % من السعر التنافسي بحسب الدراسات الصادرة أخيرا.
وقال إن الممارسات الاحتكارية باتت عابرة للحدود ويجب أن يكون هناك تنسيق وتوافق بين أجهزة المنافسة المختلفة في الدول العربية لمكافحة الممارسات الاحتكارية، مؤكدا أن شبكة المنافسة العربية أسست لهذا الشأن.