حجم صكوك السيادي السعودي يتوافق مع توقعات "الاقتصادية" والصندوق ينجح في عدم دفع علاوة تتجاوز منحنى العائد السيادي

حجم صكوك السيادي السعودي يتوافق مع توقعات "الاقتصادية" والصندوق ينجح في عدم دفع علاوة تتجاوز منحنى العائد السيادي

منح صندوق الاستثمارات العامة PIF المستثمرين بصكوكه الدولارية ذات السبعة أعوام عائدا وصل إلى 5.17 %، بعد أن أسهمت قوة الطلب في تغطية الإصدار بأكثر من ثماني مرات من المبلغ الأصلي المراد جمعه من مستثمري أدوات الدخل الثابت. وأشارت المصارف التي رتبت الإصدار أن الصندوق فضل التركيز على الجانب التسعيري بدلا من زيادة حجم الإصدار (الذي في حال حدوثه، سوف يقود إلى ارتفاع تكلفة التمويل). وتم تحديد حجم الإصدار عند ملياري دولار. وبذلك نجح الصندوق في بناء منحنى عائد متكامل خاص بالصكوك يتكون من آجال 5 و 7 و 10 أعوام. ويعد الإصدار الحالي للصندوق من ضمن أكبر عشرة إصدارات خليجية من فئة الصكوك القائمة، وذلك وفقا لمنصة "سي بوندز"(Cbonds) للبيانات المالية.

ووفقا لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، فإن الصندوق قد نجح في عدم دفع علاوة سعرية فوق منحنى العائد السيادي، لا سيما أن الهامش الائتماني لصكوكه الجديدة قد تم تحديده عند 85 نقطة أساس مقارنة بـ90 نقطة أساس هامشا ائتمانيا للسندات ذات أجل ستة أعوام للحكومة السعودية التي تم تسعيرها في يناير 2024.

أما من منظور العائد النهائي للصكوك الجديدة (وهو 5.17 %) فقد تمكن الصندوق من تقليص الفجوة بينه وبين الجهة السيادية التي يشير المنحنى العائد الخاص بسبعة أعوام أنه في حال إصدار السعودية سندات سبعية فإن العائد قد يتراوح عند مستويات 5.02 %، بحسب بيانات منصة "آي إتش إس ماركت"(IHS Markit) للتحليلات والبيانات المالية. حيث إنه من المتعارف عليه أن تدفع الشركات أو الصناديق الحكومية علاوة سعرية فوق منحنى العائد السيادي (باستثناء شركة أرامكو التي سعرت أول سندات لها في 2019 داخل المنحنى السيادي).

بناء الأوامر
تم فتح دفتر طلبات الاكتتاب أمام المستثمرين بعد التاسعة صباحا ليوم الثلاثاء وتم تحديد سعر استرشادي عند 115 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية. وفي الساعة 12 ظهرا، أعلنت البنوك المرتبة للإصدار أن أحجام الطلبات تجاوزت 15 مليار دولار. وانتظر الصندوق افتتاح الأسواق البريطانية والأمريكية لتعلن المصارف المرتبة للإصدار في الساعة 6 مساء أن أحجام الطلبات قد بلغت ذروتها بتجاوزها حاجز الـ17 مليار دولار. وليصدر بعد ذلك إعلان آخر بأنه قد تم تحديد الهامش الائتماني (Spread) عند 85 نقطة أساس، وأسهم تضييق الهوامش الائتمانية في تقلص حجم الطلبات بشكل طفيف لتصبح فوق 16 مليار دولار. وكان المرجع التسعيري للسندات السبعية لسندات الخزانة الأمريكية يتداول عند 4.32 % عند إغلاق الإصدار. وبدمج "هوامش الائتمان" مع "مؤشر القياس التسعيري"، يتم الحصول على العائد النهائي المعروف بـyield عندما يغلق الإصدار.

مصداقية
وكانت الاقتصادية قد أشارت في تحليل لها في 26 فبراير أنه من المرجح أن يكون الإصدار "الجديد" ما بين 500 مليون دولار إلى 2.2 مليار دولار. وأشارت الصحيفة كذلك أن توقيت طرح الصكوك مناسبا، لكون السندات الإسلامية الخاصة بالصندوق، يتم تداولها فوق قيمتها الاسمية، الأمر الذي يساعد على التسعير النهائي للصكوك الجديدة.

وبينت الصحيفة أن الصندوق سيستخدم هيكلة للصكوك تتضمن أصولها جزءا من أسهم شركات الصندوق، الأمر الذي يجعلها جاذبة للمستثمرين من القطاع المصرفي. وهذا ما حدث عندما عين الصندوق 19 مصرفا لترتيب الإصدار. ومع افتتاح دفتر طلبيات الاكتتاب، قامت المصارف الخليجية بتقديم طلبات اكتتاب خاصة بها تصل إلى 1.2 مليار دولار، بحسب وثيقة مصرفية. وليس شرطا أن تخصص جهة الإصدار جميع تلك الطلبيات مع التسعير النهائي ويرجع السبب في ذلك إلى أهمية تنويع قاعدة المستثمرين.

* وحدة التحليل المالي

الأكثر قراءة