«كليجا القصيم» على خطى بيتزا نابولي وشوكولاتة بروكسل .. من كعكة للأمهات إلى شراكات للتصدير العالمي
«كليجا القصيم» على خطى بيتزا نابولي وشوكولاتة بروكسل .. من كعكة للأمهات إلى شراكات للتصدير العالمي
في أدبيات الاقتصاد، تستند اقتصادات الدول إلى اقتصادات المدن.. التكنولوجيا اليابانية مركزها طوكيو، وموطن التقنية الأمريكية مدينة سياتل، وبوينس آيرس الأرجنتينية عاصمة اللحوم البقرية عالميا، ونابولي عند الإيطاليين أفضل من تطهو البيتزا الإيطالية الشهيرة، وبروكسل البلجيكية تصنع الشوكولاتة.. وفي السعودية تصنع القصيم كعكة مجوفة محشوة بالتمر أو الدبس تسمى "كليجيا"، تحولت من أيقونة محلية إلى عالمية وهي تحضر على طاولات الاجتماعات ومنصات المؤتمرات، كجزء مهم من ثقافة الترحيب بالضيف في السعودية.
الكليجا كعكة منطقة القصيم الشهيرة صدرتها إلى كل مناطق السعودية، وخرجت من إطارها المحلي إلى العالمي حيث تعرض في أسواق خارجية، بعدما تحولت من كعكة تعدها الأمهات إلى تجارة صنعت علامات تجارية لأسر منتجة، خصوصا بعد انطلاق مهرجان الكليجا في بريدة قبل 15 عاما، ويعود حاليا في دورة جديدة.
أكثر من 700 شابة وشاب ونحو 217 أسرة منتجة يتنافسون اليوم على أرض مركز الملك خالد الحضاري في عرض أحدث وأشهى طرق إعداد الكليجا. ولا يقتصر دور المهرجان على ممارسة التجارة الموسمية، إذ بات ورشة عمل كبيرة لصقل وتدريب الشباب والشابات السعوديات على البيع ومقابلة الجماهير وتسويق المأكولات الشعبية. فلم يعد يكتفون بالصناعة والإنتاج، فالقصة تكبر وتنمو حيث تشكل فرصة في عقد الشراكات مع شركات صناعة الحلوى داخل وخارج المنطقة.
وكذلك يضم أجنحة للحرف والمشغولات اليدوية، وتغليف الهدايا والمشغولات، وركنا تراثيا يعد محطة لالتقاء الهواة مع راغبي الإنتاج في الأعمال الحرفية، ويتم فيه عرض وبيع الأعمال التراثية من الخرازة والنجارة والحدادة والخياطة والحياكة وسف الخوص وغيرها من المشغولات اليدوية.
وكانت هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة السعودية اعتمدت الكليجا طبقا رئيسا لمنطقة القصيم الواقعة وسط السعودية نهاية العام الماضي، وذلك ضمن مبادرة روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق.
هذا المهرجان الذي مر على انطلاقه أكثر من 15 عاما، مثل فرصة للنساء في المنطقة لاستثمار الكليجا من خلال افتتاح متاجر أسهمت في تحقيق نهضة اقتصادية للمرأة القصيمية.
ويلحظ في مهرجان الكليجا خلال الأعوام الماضية تزايد للزوار الأجانب، خصوصا من الدول الغربية، وإعجابهم بالأكلة الشعبية والأجواء المحتفية بها، لاسيما أن الثقافة السياحية العالمية تدفع الزائر لتذوق المأكولات المحلية والشعبية كجزء من رحلة التجربة والاستمتاع.