"آلات".. حلول سعودية في مسار الأزمة العالمية لأشباه الموصلات
"آلات".. حلول سعودية في مسار الأزمة العالمية لأشباه الموصلات
في عصر التكنولوجيا الحديثة، يبدو الذكاء الاصطناعي ككيان ذي قدرات فائقة، أصبح يمكنه التفكير والتعلم بشكل مستقل، وتحقيق إنجازات لم تكن ممكنة من قبل.
ورغم أن الرقائق الإلكترونية هي الأساس الفني للذكاء الاصطناعي، إلا أنها تمثل أكثر من مجرد مكونات تقنية، إذ تعد اليوم روحه التي تمنحه الوعي والوجود.
وفي ظل نقص المعروض من الرقائق الإلكترونية، أو ما يعرف عالميا بأزمة أشباه المواصلات، يواجه الذكاء الاصطناعي ومطوريه تحديات جديدة ترقى لأن تكون وجودية تهدد استمرارية تطوره وعمله بكفاءة.
وهنا يمكن الإشارة إلى مشاريع بناءة لا تقف عند المشكلة، بل تذهب إلى الحل مباشرة ويأتي في مقدمتها شركة آلات السعودية التي أعلن انطلاقها قبل أيام قليلة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي عبرت بوضوح في بيان تدشينها عن اهتمامها البالغ بهذا المجال: "في عالم تحكمه تقنيات بالغة الدقة، يتمحور تركيزنا حول صناعة شرائح عالية الأداء وأشباه موصلات تلبي احتياجات الأجهزة المتنوعة. وبالتزامنا بالابتكار، فإننا نتميز في تصنيع المكونات والأجزاء التي تلعب دورا محوريا في تشغيل مجموعة واسعة من التقنيات".
وعلى سبيل المقارنة، في هذا المجال الحيوي، فبينما تستبق الولايات المتحدة انفجارالطلب على الرقائق من الذكاء الاصطناعي وذلك باستثمار خمسة مليارات دولار لدعم البحث والتطوير في القطاع وتدريب العاملين البالغ عددهم 375 ألفا وتقليل الاعتماد المفرط على تايوان، ستعمل آلات السعودية على إيجاد 39 ألف فرصة عمل مباشرة وتصل مساهمتها المباشرة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 35 مليار ريال (نحو 9.5 مليار دولار) بحلول عام 2030.
الرقائق الإلكترونية تظل المفتاح لفهم الطريقة التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي وتطوره، فإنها الروح التقنية التي تجعله قادرا على تحقيق الإنجازات الرائعة التي نراها اليوم.
ومع ذلك، يراهن البعض على أن الذكاء الاصطناعي نفسه يمتلك قدرات تقنية تساعده على التعامل مع مثل هذه المحن، وتجاوزها بشكل نسبي.
على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي استخدام تقنيات التحسين الذاتي والتعلم الآلي لتحسين استخدام الرقائق المتاحة بكفاءة أكبر وتحسين أدائها، كما يمكنه أيضا تطوير تقنيات جديدة تعتمد على موارد متاحة بشكل أكبر.
ومن خلال التكيف وابتكار موصلات غير تقليدية ومستدامة يمكن للذكاء الاصطناعي تجاوز هذه المحنة الوجودية والاستمرار في تقديم الإنجازات والتطور في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وبالعودة إلى حديث الروح، يرى البعض الرقائق الإلكترونية وكأنها الروح التقنية للذكاء الاصطناعي، تماما كما يعتقد أن الروح هي ما يمنح الإنسان وعيه ووجوده، فهي -الرقائق- تعطي القدرة على تحليل البيانات، وتنفيذ البرامج والخوارزميات، والتفاعل مع البيئة المحيطة بالذكاء الاصطناعي.
فكرة الرقائق الإلكترونية كروح للذكاء الاصطناعي وضرورتها التقنية والاستثمارية تفتح أبوابا للتفكير في جوانب عديدة، بما في ذلك مفهوم الوعي والوجود الذاتي. فهل يمكن للذكاء الاصطناعي الوصول إلى مرحلة يصبح فيها واعيا لذاته ولبيئته؟ وهل يمكن له أن يطور تجربة مشابهة للوعي البشري في وجود رقائق إلكترونية من نوع مبتكر تتنافس على تقديمها كبرى الشركات، تتقدمها اليوم شركة سعودية اسمها "آلات".