التجارة العالمية تتراجع 1.3 % .. المسافة تطول بين مراكز الإنتاج وأسواق الاستهلاك
التجارة العالمية تتراجع 1.3 % .. المسافة تطول بين مراكز الإنتاج وأسواق الاستهلاك
تراجعت التجارة العالمية بنسبة 1.3 في المائة في الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر 2023، في وقت أدت فيه هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر إلى تراجع كميات الشحن المنقولة عبر هذه المنطقة الحيوية، وفقا لمعهد كايل الألماني للاقتصاد العالمي.
وقال جوليان هينتس مدير مركز أبحاث سياسات التجارة في المعهد، "إن هناك حاليا نحو 200 ألف حاوية تمر عبر البحر الأحمر يوميا انخفاضا من 500 ألف يوميا في نوفمبر".
وبحسب "رويترز"، أضاف في بيان أن "عمليات تحويل مسار السفن بسبب الهجمات أدت إلى قطع السفن رحلات أطول بين مراكز الإنتاج في آسيا وأسواق الاستهلاك الأوروبية بما يصل إلى 20 يوما إضافية".
وتابع "انعكس ذلك أيضا في أرقام التجارة المتراجعة في ألمانيا والاتحاد الأوروبي إذ لا تزال السلع المنقولة في البحر، ولم يتم تنزيلها في الموانئ في المواعيد المقررة".
في سياق متصل، حذر خبير في مجال النقل البحري من أن حركة سفن الحاويات في البحر الأحمر تراجعت بنسبة 70 في المائة تقريبا منذ منتصف نوفمبر، بسبب الهجمات على بواخر الشحن في هذه المنطقة.
وقال عامي دانيال، مؤسس ورئيس شركة ويندوورد التي تقدم خدمات استشارية في مجال النقل البحري "إن بياناتنا تظهر أنه منذ الهجوم على "جالاكسي ليدر" في 19 نوفمبر تضاعف ثلاث مرات عدد سفن الدحرجة -المختصة في نقل السيارات- التي تستخدم طريق رأس الرجاء الصالح، الواقع في أقصى جنوب قارة إفريقيا".
وأضاف دانيال "لقد هبط عبور سفن الدحرجة في البحر الأحمر بنسبة 90 في المائة. هي لم تعد تمر في هذه المنطقة".
أما فيما يتعلق بالسفن الناقلة للبضائع الصب الجافة "البضائع غير المعبأة مثل الحبوب والأسمنت والفحم" فانخفض عددها في البحر الأحمر بنسبة 15 في المائة منذ بدء الهجمات.
وحدها ناقلات النفط لا تزال تستخدم قناة السويس بالوتيرة نفسها التي كانت عليها قبل بدء الهجمات، وفقا لدانيال، الذي تستخدم شركته الذكاء الاصطناعي وتجميع البيانات لتقديم المشورة للمختصين في النقل البحري.
وذكر دانيال أن الوضع الراهن "سيؤدي إلى مشكلة في سلسلة التوريد في الأعوام المقبلة، لأن معالجة هذا الأمر ستستغرق بعض الوقت". وأضاف "نحن لسنا بمستوى كوفيد، لكننا لسنا بعيدين عنه من حيث التداعيات على سلسلة التوريد".
من جانبه، قال الكاتب أحمد أبودوح، الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد تشاتام هاوس البريطاني "المعهد الملكي للشؤون الدولية"، "إن الصين أعربت عن قلقها إزاء عدم الاستقرار الإقليمي أمام مجلس الأمن الدولي، لكنها نأت بنفسها عن التوصيف الضيق من جانب الولايات المتحدة وحلفائها للتصعيد بأنه عبارة فقط عن أزمة لحرية الملاحة".
ورأى أبودوح أن الهجمات تسمح لبكين بتطوير انتقادها للسياسة الأمريكية بوصفها تؤجج حربا غير عادلة وتسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي، إلا أن أي تصعيد للأزمة سيشكل أيضا تهديدا لتأثير الصين في الشرق الأوسط، وهو تهديد يمكن أن يضر بمصالحها المتزايدة في المنطقة.
وفيما يتعلق بحساب التكلفة والعائد الاقتصادي، ارتفعت تكاليف الشحن واقساط التأمين بدرجة كبيرة، إلا أنها لا تزال أقل كثيرا من مستوياتها خلال جائحة كوفيد - 19، ومع تراجع صادرات الصين منذ يونيو بسبب ضعف الطلب العالمي.
ومن المتوقع استمرار تباطؤ الصادرات خلال يناير بسبب نهاية العام، قبل أن تتزايد مجددا قبل العام القمري الجديد في فبراير. وتوضح السيناريوهات المرجحة للتصعيد في الأسابيع المقبلة أن المصالح الصينية يمكن أن تتعرض لضغوط شديدة.