إكسبو 2030 والفرص المنبثقة «2»

ذكرت في المقال السابق أن المملكة بعد توفيق الله بقيادة رشيدة حكيمة تحول هذا الوطن إلى ورشة عمل ضخمة من ساحلها الشرقي إلى ساحلها الغربي، ومن حدودها الشمالية حتى أقصى جنوبها، وأن الأرقام تتحدث على أرض الواقع، والشواهد لا يمكن حجبها بغربال، التي تؤكد أن قطار السعودية انطلق منذ إطلاق رؤيتنا التي باركها الملك سلمان، وحمل رايتها الأمير محمد بن سلمان ولي عهده الأمين. انطلق هذا القطار ولن يقف بإذن الله، ولن يكون تحقيق جميع أهداف الرؤية محطته الأخيرة، ولن تكون استضافة المملكة أهم الأحداث والمؤتمرات والمناسبات العالمية مثل استضافة المملكة كأس العالم في 2034، أو إكسبو 2030، إلا محطات لهذا القطار الذي وقوده رؤية قيادة حكيمة، وعقول وسواعد شعب طموح لا يرضى إلا بالعلياء.
أوضحت أن لاستضافة المملكة معرض إكسبو العالمي 2030 كثيرا من الفوائد التي لا تقف عند تعزيز الصورة الذهنية العامة للبلد المضيف ومكانته العالمية، بل تنسحب هذه الفوائد إلى تعزيز الاقتصاد الكلي والجزئي، حيث إن المملكة تخطط لإنفاق نحو ثمانية مليارات دولار لتنظيم هذا المعرض، ما يعني بطبيعة الحال تحريك الاقتصاد الوطني والأنشطة الاقتصادية المختلفة. قطاعات كثر وأنشطة عديدة ستستفيد بلا شك من استضافة هكذا حدث عالمي سيتجاوز عدد زواره بإذن الله تعالى 40 مليون زائر خلال ستة أشهر، من هذه القطاعات على سبيل المثال لا الحصر، قطاع الإنشاء والمقاولات، وقطاع التقنية، والقطاع اللوجستي وقطاع تنظيم الحفلات والمؤتمرات والمعارض. قطاع الطاقة لا مناص من حضوره في أي نشاط، سواء كان هذا الحضور مباشرا أو غير مباشر، فهو قلب التطور النابض، وشريان التنمية الرئيس، وركن المدنية الرصين.
في رأيي أن هناك فرصا جمة ستنبثق من استضافة المعارض والمحافل العالمية مثل إكسبو وكأس العالم وغيرهما من المحافل خلال العقد المقبل على أقل تقدير. معرض إكسبو 2030، الذي يحمل عنوان "حقبة التغيير: معا نستشرف المستقبل"، يتسق مع أهداف المملكة فيما يخص الاستدامة وقضية المناخ العالمي، وعليه أرى أن الشركات الوطنية المختصة في مجال الطاقة سيكون لها حضور لافت خلال هذه المرحلة وما بعدها، وعلى وجه الخصوص الشركات المختصة في مجال الطاقة المتجددة وحلولها. المنشآت التي تخدم هذه المحافل العالمية ستكون منشآت صديقة للبيئة، التي ستفتح الفرص بلا شك لهذه الشركات لتقديم خدماتها ومنتجاتها في هذا المجال. القطاع الخاص بدأ فيما أرى رحلة التحول التدريجي لمزيج الطاقة الأمثل وهذا أيضا مؤشر مهم في اعتقادي على نمو هذا القطاع وأنشطته المختلفة. الأهم وما آمله أن تركز الشركات الوطنية الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص على استقطاب التقنيات والمنتجات ذات الجودة التي توجد سوقا لها في ظل هذه الفرص الثمينة، والأهم من ذلك تنفيذ هذه المشاريع بجودة عالية تعكس موثوقية المشروع الوطني المميز في قطاع الطاقة المتجددة. أرى أيضا أن رفع الوعي لدى العملاء المحتملين من أهم أدوات التسويق الاستراتيجي الفاعل الذي سيوجد سوقا جاذبة لدى الأفراد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي