وزير الطاقة: إطلاق المسح الجيوغرافي العام المقبل وإنجاز أولى مراحل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر

وزير الطاقة: إطلاق المسح الجيوغرافي العام المقبل وإنجاز أولى مراحل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر

أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، أن السعودية ستطلق مشروع المسح الجيوغرافي العام المقبل 2024، مشيرا إلى أنه جرى إنجاز المرحلة الأولى من مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر.
وسلط الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال افتتاحه فعاليات النسخة الثالثة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء 2023 الذي يقام بالتزامن مع مؤتمر "كوب28"، الضوء على مدى التقدم الذي أحرزته المملكة في تحويل مزيج الطاقة المحلي، والاستثمار في مصادر طاقة جديدة، وتعزيز كفاءة الطاقة، بهدف تسريع وتيرة الجهود المبذولة لتحقيق هدف الحياد الصفري بحلول عام 2060.
وأشار إلى أن المملكة تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها المتمثل في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول 2030، مؤكدا نجاح المملكة في مضاعفة السعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة التي تم ربطها بشبكة الكهرباء الوطنية بمقدار أربع مرات، من 700 ميجاواط العام الماضي إلى 2.8 جيجاواط.
وأشار إلى وجود 8 جيجاواط من مصادر الطاقة المتجددة تحت التنفيذ، و13 جيجاواط في مراحل التطوير المختلفة، فضلا عن خطط لإنتاج 20 جيجاواط إضافية بحلول عام 2024.
وتطرق لجهود المملكة الرامية إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال العمل المناخي، مؤكدا أن المملكة تعمل على تعزيز الابتكار والاستفادة من جميع التقنيات المتاحة لتعزيز الازدهار الاقتصادي وتوفير إمدادات الطاقة بأسعار معقولة، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع ويساعد على التصدي لأبرز تحديات تغير المناخ.
وأضاف "نعمل على توسيع جهودنا إقليميا ودوليا من خلال مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتعزيز جهودنا لتحقيق أهداف المناخ العالمية".
وبشأن التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، قال "نقوم بتطوير مركزين صناعيين في شرق المملكة، يستهدف مركز التقاط الكربون وتخزينه قدرة تخزين تبلغ 44 مليون طن سنويا، فيما يستهدف مركز التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في غرب المملكة قدرة استخدام تزيد على مليون طن سنويا لاستخدام ثاني أكسيد الكربون".
وبخصوص الدعم المالي، أكد أنه "على عكس التغيير البسيط الذي عرضه شركاؤنا من الدول المتقدمة، فقد أعلنت المملكة من خلال التعاون بين بلدان الجنوب في القمة السعودية الإفريقية في الرياض الشهر الماضي، تخصيص ما يصل إلى 50 مليار دولار".
إلى ذلك، ناقش منتدى مبادرة السعودية الخضراء التقدم المستمر الذي تحرزه المملكة نحو تحقيق الهدف الوطني الطموح المتمثل في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060، إلى جانب تسليط الضوء على إسهام المملكة في تحقيق الأهداف المناخية العالمية عبر تنفيذ أكثر من 80 مبادرة في القطاعين العام والخاص باستثمارات تزيد قيمتها على 705 مليارات ريال "188 مليار دولار"، لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
وانطلقت فعاليات النسخة الثالثة من المنتدى بمشاركة عدد من المسؤولين السعوديين، بالتزامن مع انعقاد "كوب28"، بهدف توفير منصة مهمة لمختلف الجهات المعنية من أجل مناقشة أفضل السبل المتاحة لتسريع وتيرة العمل المناخي.
وكان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء، أطلق مبادرة السعودية الخضراء في عام 2021، بهدف تفعيل مشاركة مختلف فئات المجتمع السعودي في الجهود الجارية للتصدي لظاهرة تغير المناخ، ودفع عجلة الابتكار المستدام، وتسريع رحلة الانتقال الأخضر.
وتمضي المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها المتمثل في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول عام 2030.
وتستهدف المملكة الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء بما يقارب 50 في المائة للغاز الطبيعي و50 في المائة للطاقة المتجددة بحلول عام 2030، الأمر الذي سيسهم في استبدال ما يصل إلى مليون برميل مكافئ من الوقود السائل المستخدم حاليا.
وشهدت المملكة منذ عام 2022، ربط مشاريع طاقة متجددة بسعة 2,100 ميجاواط بشبكة الكهرباء الوطنية، لتصل السعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة المستخدمة إلى 2800 ميجاواط "2.8 جيجاواط"، أي ما يكفي لتزويد أكثر من 520 ألف منزل بالطاقة الكهربائية. ويمثل هذا الإنجاز زيادة بنسبة 300 في المائة في السعة الإجمالية، وخطوة مهمة تسلط الضوء على التقدم المستمر الذي تشهده المملكة في مجال تسريع مسار التحول في قطاع الطاقة.
وبحلول نهاية عام 2023، ستبلغ السعة الإنتاجية لمشاريع الطاقة المتجددة قيد الإنشاء أكثر من 8 جيجاواط.
وإضافة إلى ذلك، هناك عدد من المشاريع الإضافية بسعة 13 جيجاواط تقريبا في مراحل مختلفة من التطوير. وفي إطار الجهود المستمرة لتحويل مزيج الطاقة الوطني، أطلقت المملكة عددا من المشاريع الهادفة إلى تقليل الاعتماد على الوقود السائل واستبداله بالغاز لتوليد الكهرباء، وحتى شهر ديسمبر 2023، تم تشغيل أربع محطات عالية الكفاءة تعمل بالغاز لتوليد الكهرباء بسعة إجمالية تقارب 5.600 ميجاواط.
كما تعمل المملكة حاليا على بناء محطات عالية الكفاءة مزودة بتقنيات احتجاز وتخزين الكربون، وتبلغ سعتها الإجمالية 8.4 جيجاواط تقريبا.
وتواصل المملكة كجزء من الاستثمار المستمر في تطوير أنواع الوقود المستقبلية، بإحراز تقدم ملموس في مشروع إنشاء أكبر معمل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم في مدينة نيوم باستثمار إجمالي قدره 8.4 مليار دولار.
ووقعت المملكة عددا من الاتفاقيات الثنائية مع مجموعة من الشركات العالمية في عام 2023 بهدف التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين النظيف والأخضر في المملكة وتصديره.
ونجحت مبادرة السعودية الخضراء منذ إطلاقها في زراعة 43.9 مليون شجرة، واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة في أنحاء المملكة، أي ما يزيد على مساحة 146 ألف ملعب كرة قدم.
ويسهم هذا التقدم المحرز في تحقيق هدف زراعة عشرة مليارات شجرة خلال العقود المقبلة، ويجري العمل حاليا على تنفيذ أكثر من 40 مبادرة تدعم الهدف المرحلي المتمثل في زراعة أكثر من 600 مليون شجرة واستصلاح ثمانية ملايين هكتار من الأراضي بحلول عام 2030.
وكشفت المملكة في شهر أكتوبر 2023، عن دراسة جدوى تفصيلية استمرت لمدة عامين، بهدف تنمية الغطاء النباتي في مختلف أنحاء البلاد، شملت هذه الدراسة أكثر من 1.150 مسحا ميدانيا جرى تنفيذها بالتعاون مع أكثر من 50 من أهم الخبراء ومن المقرر البدء في تنفيذ مشاريع التشجير واستصلاح الأراضي في عدد من المواقع، بما في ذلك غابات المانجروف والمستنقعات والغابات الجبلية والمراعي والمتنزهات الوطنية والوديان.
وسيتم تنفيذ خريطة الطريق المعتمدة على مرحلتين، تمتد المرحلة الأولى من عام 2024 حتى عام 2030، وتتبع نهجا قائما على الطبيعة، لإعادة التأهيل البيئي، بينما ستبدأ المرحلة الثانية في عام 2030، وسيتم خلالها العمل على استحداث نهج شامل يعتمد على الجهود البشرية وتطبيق الدروس المستفادة من المرحلة الأولى.

سمات

الأكثر قراءة