هيلاري كلينتون تدعو إلى إصلاح قطاع التأمين لتصدي صدمات المناخ
دعت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، أمس، إلى إصلاح قطاع التأمين في ظل زيادة وتيرة سحب الشركات للمساعدات المخصصة لتصدي الصدمات الناجمة عن تغير المناخ.
ووفقا لـ"رويترز" تكافح الدول ذات الدخل المنخفض والعمال في الدول الأكثر تضررا من تغير المناخ للحصول على التأمين من أجل المساعدة في حمايتهم من الصدمات الاقتصادية.
وقالت كلينتون خلال حلقة نقاشية حول المرأة والقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية: "نحن بحاجة إلى إعادة النظر في صناعة التأمين".
وأضافت: "شركات التأمين تنسحب من عديد من المناطق. إنها لا تؤمن على المنازل ولا الشركات".
وانضمت كلينتون في وقت سابق من هذا العام إلى مركز المرونة التابع لمؤسسة أدريان أرشت روكفلر (أرشت-روك) كسفيرة عالمية لشؤون الحرارة والصحة والنوع الاجتماعي. والمركز رائد في أشكال جديدة ما يسمى بالتأمين البارامتري الذي يقدم تعويضات بمجرد وصول الكوارث إلى الحد الأقصى المعروف سلفا.
وخلال الحلقة النقاشية أمس، تحدثت كلينتون عن لقائها بنساء هنديات وصفن العمل في الهواء الطلق في البناء أو الزراعة أو المسطحات الملحية الصحراوية، وأشارت إلى أنهن أجبرن على العمل في "ظروف غير محتمله تقريبا" بسبب عدم وجود بدائل اقتصادية أمامهن.
لكن "مع تغير المناخ وزيادة العواصف والجفاف والحرارة، لا يقتصر الأمر على النساء الفقيرات العاملات بجد في الهند. فالناس في كل مكان سيتعرضون للإهمال من دون أي دعم أو تأمين على أعمالهم أو منازلهم".
وفي الولايات المتحدة، بدأت شركات تأمين بالفعل الانسحاب من المناطق الخطرة مثل غابات كاليفورنيا المعرضة للحرائق أو على طول السواحل الجنوبية الشرقية التي تضربها أعاصير.
وحذرت كلينتون من ازدياد وتيرة هذا المنحى. وقالت: "سيستيقظ الناس في الولايات المتحدة وأوروبا ويقولون: ماذا تقصد، لا أستطيع الحصول على تأمين؟".
من جانبه أكد أكسيل فان تروتسنبيرج، المدير المنتدب الأول للبنك الدولي المسؤول عن سياسات التنمية والشراكات، أهمية صندوق "الخسائر والأضرار" الذي تم اتخاذ قرار أساسي لتفعيله في أول أيام مؤتمر الأطراف "كوب 28"، مشيرا إلى أن البنك قدم عرضا لاستضافة الصندوق.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) أمس، عن تروتسنبيرج قوله، على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28": إن قمة المناخ بدأت بإعلانات مهمة حول هذا الصندوق الذي سيقدم الدعم للدول الأكثر تضررا من تغير المناخ، مؤكدا ضرورة العمل على الإعداد له، مشيرا إلى أن البنك الدولي يعمل بشكل وثيق مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي "UNFCCC" لإنشاء هذا الصندوق، معربا عن أمله في القيام بذلك خلال الأشهر القليلة القادمة.
وتابع: "إن التفاصيل الخاصة بتفعيل الصندوق هي مفاوضات تتم بين الأطراف الرئيسين، لذلك سيتعين عليهم هيكلة الإدارة، وتحديد كيف يمكن للأفراد أن يكونوا مؤهلين للحصول على الموارد من الصندوق"، مضيفا: "ما أراه إيجابيا للغاية هو تقدم دول عدة بتعهدات فعلية، حتى قبل إعداد الصندوق".
وحول الدور الذي تلعبه الإمارات في "كوب 28"، قال تروتسنبيرج: إن الإمارات بذلت جهودا كبيرة لتنظيم هذا الحدث الذي بدأ بإعلان مهم بتفعيل "صندوق الخسائر والأضرار".
وذكر أن الدول تواجه تحديات مختلفة فيما يتعلق بالتغير المناخي، مشيرا إلى أن الدول الجزرية الصغيرة والبلدان التي ترتفع فيها مستويات سطح البحر لديهم تحديات مختلفة عن تلك الواقعة في منطقة الساحل، لذلك يجب أن تكون الحلول محددة لكل دولة، ولكن هناك تحديا عالميا في هذا الصدد.
وقال: "أعتقد أن دور الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون فقط إقليميا، بل يجب أن يكون عالميا، حيث نحتاج إلى مشاركة جميع الدول في هذا التحدي العالمي، وبالطبع لا يمكن للشرق الأوسط أن يتخلى عن هذا السياق"، وأكد تروتسنبيرج ضرورة أن يستجيب الجميع للحلول المناسبة فيما يتعلق بقضايا تغير المناخ.