إعادة تأهيل مزارع البن التقليدية في عسير لتسويق منتجاتها
شهدت الأعوام الأخيرة عودة عدد من المزارعين في منطقة عسير، لإحياء مزارع البن التقليدية التي كانت تشتهر بها المنطقة منذ أزمان قديمة، في ظل دعم حكومي كبير لهذا النوع من الزراعة.
وفي محافظة "المجاردة" بدأ عدد من مزارعي قرية "الحروف" بجبل آل مغلف، على ارتفاع يزيد على 1350 مترا عن سطح البحر، في إعادة تأهيل مزارع البن التي توقف إنتاجها منذ عشرات الأعوام.
وفي حديثه لـ"واس" يشير أحد ملاك المزارع، علي بن سعيد الشهري، إلى أنه بدأ وبعض الأهالي، منذ عشرة أعوام تقريبا، في إعادة تأهيل مزارع البن وإيصال الماء لها عن طريق تجميع المياه في" البرك" التقليدية المعتمدة على الأمطار والعقوم والمجاري الساقطة من أعالي الجبال، وكذلك إنشاء خزانات خرسانية لتخزين الماء فيها.
وتحتوي كل مزرعة جبلية في القرية على أكثر من 150 شتلة من أنواع مختلفة تنتج من 300 إلى 350 كيلوجراما في العام وبعض المزارع يصل إنتاجها الى 500 كيلوجرام سنويا حسب كثافة أشجار البن.
ويشير الشهري إلى أنه يتم حصاد البن مرتين في العام حيث تختلف كمية المحصول تبعا لكمية الأمطار ودرجات الحرارة، مؤكدا أن الدعم الحكومي الكبير الذي تحظى به الزراعة وخاصة زراعة "البن" من خلال المبادرات التي أطلقتها وزارة الزراعة والبيئة والمياه شجعت المزارعين على إعادة تأهيل هذه المواقع واستثمار محصولها.
وتحتضن المنطقة عدة جمعيات أهلية لزراعة البن من أبرزها "جمعية البن بمنطقة عسير" التي تعمل على نشر الوعي بين المزارعين بطرق زراعة البن وتسويقه وعقد شركات مع القطاعات الحكومية والخاصة، حيث تهدف إلى أن تكون عسير حاضنة يجتمع فيها كل من له علاقة بصناعة القهوة من مزارعين وخبراء وموردين ومنتجين ومستوردين ومتذوقين.
وفي هذا الإطار عقدت الجمعية عدة شراكات مع جهات دولية متخصصة في إنتاج البن وصناعة القهوة من أبرزها شراكة مع شركة برازيلية معروفة في السوق العالمي.
ويقدر الموقع الإلكتروني لهيئة تطوير عسير عدد أشجار البن في المنطقة بنحو 20823 شجرة، تنتج 250 طنا من البن الأخضر و83 طنا من البن الصافي الجاف.
وبحسب استراتيجية جمعية البن تستهدف منطقة عسير إنتاج 800 طن من البن بنهاية عام 2025 من خلال 200 ألف شجرة تحويها 200 مزرعة.
ويكمن توجه استراتيجية العمل في جمعية البن بمنطقة عسير في بناء وتفعيل خطة عمل متكاملة للارتقاء بقدرات وإمكانات زراعة البن بشكل مستدام من خلال عدة ركائز منها التمكين والتطوير و التنمية الزراعية والنمو الاقتصادي واستدامة منتج البن.