المدن تواجه فجوة متزايدة في التمويل المناخي .. 5.4 تريليون دولار مطلوبة سنويا حتى 2030

المدن تواجه فجوة متزايدة في التمويل المناخي .. 5.4 تريليون دولار مطلوبة سنويا حتى 2030

أظهرت دراسة نشرت على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب28" أمس، أن المدن لا تتلقى سوى جزء صغير من التمويل الذي تحتاجه لمواجهة تغير المناخ خاصة في البلدان منخفضة الدخل.
وقال تحالف قيادة التمويل المناخي في المدن: "إن هناك مدنا تقع على الخط الأمامي لمخاطر المناخ ومسؤولة عن ثلاثة أرباع الانبعاثات العالمية، لكن بنوك التنمية متعددة الأطراف بحاجة إلى اعتماد استراتيجيات جديدة لمعالجة فجوة التمويل المتزايدة".
وتتلقى المدن 1 في المائة فقط من التمويل المناخي الذي تحتاجه، ويقدر بنحو 5.4 تريليون دولار سنويا حتى 2030، وفقا للدراسة، وهي أول مراجعة على الإطلاق للتمويل الحضري من بنوك التنمية الكبرى متعددة الأطراف، وفقا لـ"رويترز".
وقالت الدراسة: "إن نسبة تمويل بنوك التنمية متعددة الأطراف المخصصة لمشاريع المناخ ذات الصلة بالمناطق الحضرية بلغت 62 مليار دولار في الفترة من 2015 إلى 2022 أو 21 في المائة من الإجمالي على الرغم من المعدلات السريعة للتوسع الحضري في جميع أنحاء العالم".
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات من 815 من المشاريع المتعلقة بالمناخ في المناطق الحضرية، مولتها هذه البنوك خلال تلك الفترة. ودعت الدراسة بنوك التنمية إلى توفير مزيد من التمويل بشروط ميسرة من أجل إزالة مخاطر الاستثمارات.
في غضون ذلك، وقعت 118 دولة تعهدا غير ملزم يهدف إلى مضاعفة قدرات الطاقات المتجددة في العالم ثلاث مرات بحلول 2030، وفق ما أعلنت رئاسة مؤتمر المناخ "كوب28".
وتعهدت هذه الدول بالعمل معا من أجل زيادة القدرات العالمية للطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية إلى 11 ألف جيجاواط بنهاية العقد، على أن تؤخذ في الحسبان "الفروقات والظروف الوطنية" لمختلف الدول. وتبلغ القدرات الحالية للطاقة المتجددة 3400 جيجاواط على مستوى العالم.
ونهاية 2022، كانت القدرات العالمية للطاقات المتجددة تبلغ 3372 جيجاواطا، وفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا"، مع هيمنة الطاقة الكهرومائية "37 في المائة" والطاقة الشمسية "31 في المائة" عليها. كما وعدت الدول بمضاعفة الوتيرة السنوية للتقدم في مجال كفاءة استخدام الطاقة حتى 2030، من 2 إلى 4 في المائة.
وأطلق الاتحاد الأوروبي نداء في الربيع في هذا الاتجاه، بدعم من الرئاسة الإماراتية لمؤتمر "كوب28"، ولقي النداء أيضا دعم دول مجموعة السبع ومجموعة العشرين، التي تتسبب في 80 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية.
وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية: "إن هذا الإعلان، الذي يجري الإعداد له منذ أشهر هو رسالة قوية للغاية إلى الأسواق والمستثمرين".
واختتم المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية الذي يستضيفه مؤتمر الأطراف كمنصة لإشراك قادة الأعمال التجارية والخيرية من القطاع الخاص فعاليات يومه الأول بالإعلان عن مجموعة من المبادرات الملموسة والفعالة المتعلقة بالمناخ والطبيعة، ومن الالتزامات المتمثلة في جمع أكثر من 18 مليار درهم "خمسة مليارات دولار" من التمويل المناخي.
وجمع المنتدى، الذي يعقد في المنطقتين الزرقاء والخضراء في "كوب28" ، أكثر من 1300 من رؤساء الدول والحكومات وقادة الأعمال التجارية والخيرية ورؤساء المنظمات غير الحكومية الساعين إلى تسريع وإبراز التقدم المحرز لتحقيق الأهداف المناخية والانتقال نحو خفض الانبعاثات في القطاعات الصناعية.
وبوصفه الأول من نوعه، يسعى المنتدى إلى إشراك القطاع الخاص والمنظمات الخيرية في العمل المناخي، وركز جدول أعمال جلسته الأولى الممتدة على مدار يوم كامل والمنعقدة في المنطقة الخضراء على تعزيز الابتكار وإحداث أثر إيجابي ملموس وفعال في مجالات عديدة، بما فيها التمويل المناخي المستدام، واستعادة الشعاب المرجانية، والتكنولوجيا الخضراء، والانتقال نحو خفض الانبعاثات في القطاعات الصناعية وقطاع الطاقة، والنظم الغذائية المستدامة، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة.

الأكثر قراءة