«الشكمانات» الانفجارية

هل إدارة المرور مسؤولة عن مواجهة ظاهرة الضوضاء والإزعاج التي يمارسها أصحاب سيارات ودراجات نارية بتعديل عوادم "شكمانات" مركباتهم لتصدر أصواتا عالية مفزعة تشكل في واقع الأمر تهديدا بالصوت للآخرين من سالكي الطريق وازعاجا لغيرهم؟ لست متأكدا من حدود مسؤولية المرور في هذا الجانب، المرور يصدر رخص المركبات ويعنى بصلاحيتها وسلامتها للاستخدام من خلال المطالبة بالفحص الدوري السنوي، لذا أعتقد أنه مسؤول جزئيا خاصة بعد إنشاء جهاز حكومي آخر معني تحديدا بمواجهة هذه الظاهرة المزعجة.
في 1442 أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة البدء في تنفيذ اللائحة التنفيذية للضوضاء في المملكة، وقالت الوزارة في إعلانها: "إن أحكام هذه اللائحة تسري على جميع الأشخاص في المناطق السكنية والتجارية والصناعية والحساسة بيئيا، إضافة إلى جوانب الطرق ومواقع البناء".
تعرف اللائحة الضوضاء بـ"الصوت المزعج غير المرغوب فيه أو الذي يؤثر على صحة الإنسان والكائنات الحية وجودة البيئة وتنشأ من الأنشطة البشرية المختلفة كالصناعة ووسائل المواصلات والأعمال الإنشائية وغيرها".
وهذا التعريف يتطابق تماما على ظاهرة "الشكمانات" الانفجارية في السيارات والدراجات النارية. فلماذا لم نر من المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي نشاطا في الحد من ضوضاء مفتعلة وضارة؟
هناك فرصة ليخرج المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي للعلن حتى يلمس المواطن شيئا يوضح قيامه بعمله وبإمكانه التنسيق مع جهاز المرور لتلقي البلاغات عن أصحاب وسائل المواصلات المخالفة.
لكن ليس هذا كل المطلوب، فالمركز بقوة النظام لديه الصلاحيات لتفتيش منابع "الشكمنة" الانفجارية، حيث تخصصت ورش كثيرة في المدن في تعديل عوادم المركبات لغرض إزعاج الآخرين وإفزاعهم، سيجد المركز الوطني لو شمر عن ساعديه لإغلاق تلك الورش ومخالفة أصحاب تلك المركبات دخلا ماليا معتبرا وصدى طيبا لدى المواطنين والمقيمين، وحملة "مدفوعة" للتعريف ميدانيا بالأهداف الحضارية.
هناك جانب آخر من واجبات المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي التي ينتظر تحركه تجاهه،
حيث اضطر حكم مباراة الأهلي والهلال إلى تأخير بدء المباراة لعدم وضوح الرؤية وتلوث الهواء بسبب الألعاب النارية، وهي ليست المرة الأولى، وإضافة إلى خطر الحريق هناك كتم لأنفاس الجماهير وفيهم أطفال، ومع هذا التلوث البصري التنفسي سوء استخدام مكبرات الصوت، فلماذا لا يقوم المركز بمخالفة إدارات الملاعب وتغريمها؟ ولو قام بقياس مستوى الضوضاء ربما وجد تطابقا مع الشكمنة الانفجارية.

المزيد من مقالات الرأي