استثمار الغباء

يخطئ المستخفون بمخاطر استهداف الشباب والفتيات، المدفوع بالحقد الطبقي والمترجم على هيئة محاولات بائسة يائسة لإسقاط جوانب مضيئة نبيلة في الشخصية السعودية المسالمة المتفاعلة مع كافة الأوساط، عبر سلسلة من مزايا تعزز مبادئ النخوة والمروءة وحب الخير، منسجمة مع مواقف سعودية ثابتة مشرفة ذات أثر فعال في كل الاتجاهات، بامتداد رقعة العالم العربي والإسلامي والعالمي على حد سواء، إذ لا يمكن فصل مشاهد الأحقاد الصادرة عن قلوب مريضة بفعل استجابة غبية لأعداء الأمة عما يشنف آذاننا من أكاذيب مختلقة بين الفينة والأخرى بدافع الحسد لغاية لا تخرج عن محاولة التدمير، عبر تكتيكات هدم لا تعتمد على السلاح بقدر اعتمادها على التشكيك وقلب الوقائع، تتكسر عادة على أعتاب الحقائق فتصبح هباء منثورا لدى المدركين من المنصفين، ولا نعتقد أن هناك من لا يدرك على سبيل المثال السبب الحقيقي لإغراق المملكة بالمخدرات، ذلك أن الكسب المالي ليس أحد تلك الأسباب على الإطلاق، فالهدف محصور في تفكيك المجتمع وتحييد الشباب وتدمير الأمة وتفجير مكامن القوة، حتى بلغ الأمر حد الإيمان بمقولة "علي وعلى أعدائي"، في تفريط وجودي بكثير من الحالات المشهودة فقط لتعميم السوء، من خلال محاولة سلب العقول في عصر استثمار الغباء والتقليد والانبهار، على أن المجتمع السعودي يدرك أن المحرض الممول مختلف عن المنفذ الساذج، وكلاهما يسقطان تحت صخرة دفاع سعودية صلبة محكومة بمبادئ راسخة وقدرة فائقة على استتباب الأمن في وطن بحجم قارة ينعم بحمد الله بالاستقرار، وتلك ميزة أشعلت فتيل حرائق الصدور المريضة التي ظلت متخلفة نتيجة لانشغالها بتمني الضرر للآخرين وعض الأيادي الممتدة بالخير إليها دون أدنى مبرر، بل إن هؤلاء هم الأكثر معرفة بحجم ونوع وتفاصيل الكرم السعودي على مر التاريخ.
لعلنا ندرك بالفخر والاعتزاز حجم المنجز المتحقق في إطار رؤية منهجية شفافة لم تستثن المنطقة برمتها، بدأت ملامحها في الظهور مبكرا في أجزاء مختلفة من المملكة، بعد أن اهتمت بالإنسان والمكان على حد سواء. فالمتابع المنصف لما تحقق من وعي مجتمعي يدرك قيمة النهضة السعودية المعززة لمكانة الإنسان الذي أضحى مبتكرا مبدعا قادرا على العطاء بجودة عالية مبهرة، ولن ننجح في كبح جماح مستهدفي شبابنا بالمخدرات اعتمادا على المكافحة الحكومية دون أن نسهم بشكل فعال في تكوين حصانة مجتمعية عامة نتمكن من خلالها من التبليغ الفوري عن أدنى شبهة كانت، لتبقى التحريات في مرمى المكافحة، وفي ذلك دون شك حماية فاعلة لأبنائنا وبناتنا من مخاطر استغلالهم لأهداف خطيرة، ليس من بينها الكسب المالي كما أسلفت على الإطلاق، وفي ذلك أيضا مزيد من صد عدوان واضح المعالم يأخذ أشكالا مختلفة، مصطدما بالحق الذي يدمغ الباطل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي