من رواد الاقتصاد السعودي

في هذه السلسلة من المقالات عن أهم الاقتصاديين في العالم، رأيت أن أختمها عن الاقتصاديين السعوديين.
أثناء البحث الأولي تبين لي أن محسون بهجت جلال، ويوسف عبدالوهاب نعمة الله، حصلا على الدكتوراه من أمريكا في العام نفسه 1967. لذلك ليس هناك شخص واحد هو أول اقتصادي سعودي.
الأسبوع الماضي كان عن محسون جلال، ربما لأنه أكثر شهرة، واليوم عن د. يوسف عبدالوهاب نعمة الله. ولد يوسف في ديسمبر 1936 لأسرة فقيرة في جدة، وقيل إنه عمل نجارا في النهار وطالبا في الليل حتى حصل على الثانوية العامة كأحد العشرة الأوائل في المملكة، ليحصل على بعثة دراسية لدراسة الاقتصاد في الجامعة الأمريكية في بيروت.
عاد إلى المملكة ليصبح معيدا في كلية التجارة في جامعة الملك سعود، ثم ابتعث لدراسة الدكتوراه في جامعة ماساتشوستس الأمريكية في مدينة أمهرست. عاد بعدها لتدريس الاقتصاد في جامعة الملك سعود في 1967، ليصبح لاحقا عميد الكلية.
سيرته العملية كانت حافلة، إذ كان من المبكرين كأستاذ للاقتصاد، ثم عمل مستشارا لدى وزارة المالية والاقتصاد الوطني، وأسهم في تأسيس جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، ثم أعير في 1972 إلى عمان بطلب من السلطان قابوس، لتأسيس البنك المركزي العماني بعد نهضة عمان الحديثة، ويصبح المحافظ لمدة ستة أعوام حتى 1978. بعدها عاد إلى المملكة ليعين وكيلا لوزارة المالية، ومن ثم ممثلا للمملكة في صندوق النقد الدولي لمدة 15 عاما. بعد ذلك تمت الاستعانة به في الجامعة العربية لإعادة الاهتمام بالاتفاقية الاقتصادية العربية كأمين مساعد للشؤون الاقتصادية بعد أزمة غزو الكويت بهدف تفعيل التعاون الاقتصادي بين الدول العربية.
تفرغ بعدها للعمل الخاص في الصيرفة ليصبح أحد ملاك بنك البلاد وعضوا في أول مجلس إدارة.
لكونه أحد المبكرين من أساتذة الجامعة، فقد تعلم كثيرا من أوائل الاقتصاديين السعوديين في جامعة الملك سعود، لأنها كانت أول كلية تجارة وأول قسم لدراسة الاقتصاد مع زميله في الرحلة الدكتور محسون جلال.
يذكر أن الشيخ حسن آل الشيخ وزير المعارف، قال حينها إنهم وصلوا تسعة ـ يقصد حملة شهادة الدكتوراه من السعوديين.
تعليم الاقتصاد دائما صعب، لأنه يعتمد على توافر الإحصاءات والمعلومات، وهذه عادة جدلية وشحيحة، خاصة في البدايات في الدول النامية كلها، إذ إن البداية كانت حتى قبل الخطط الخمسية في المملكة التي بدأت في 1970، حيث بدأ الدكتور يوسف والدكتور محسون وآخرون في الأغلب غير سعوديين في تعليم الاقتصاد. لكن هناك جزءا نظريا معتبرا لا بد أنه أخذ الجزء الأكبر، كما أن مؤسسة النقد كانت لديها إحصائيات عن بعض الحسابات والنقود، لكن لم تكن هناك أرقام ودراسات كافية لتحليلات موسعة.
بعد 1967، خاصة في بداية السبعينيات ازدادت الأعداد والتخصصات الفرعية بين الاقتصاديين السعوديين. عرف عنه أدبه الرفيع والتأني في النصيحة. خلف ابنة واحدة وتوفي في 2006 عن 70 عاما.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي