أسماء مجهولة
دفعني الفضول فاستعنت بالسيد جوجل بحثا عن أمجاد "مردان" الاسم المتربع وسط لافتة استدلالية لأحد شوارع أفخم الأحياء في مدينة جدة، فلم أجد مع شديد الأسف ما يشبع فضولي أنا الذي كنت أعتقد أن ترشيح الأسماء لاعتلاء الطرقات والشوارع في مشاريع التسمية يخضع لمعايير تعزز ثقافة المجتمع، وتبنى على حجم ونوع الإنجاز لتحقق أهداف تمييز الشخصيات المؤثرة وتكريم أبناء الوطن على امتداد تاريخ مجيد وحاضر زاهر ومستقبل مشرق، ولا أعتقد أن الأعين تخطئ مئات ألوف المستحقين مضاف إليهم مئات ألوف الوقائع التاريخية الوطنية الجديرة بالتخليد.
لم يسعفني تطفلي ولم يفلح جهد جوجل في الوصول إلى ترجمة مقنعة لكثير من أسماء الشخصيات المجهولة، وبعضها للأسف لا يمت للعروبة بصلة ولا مبرر، أيا كان لتداولها ليل نهار على حساب أسماء تاريخية وأخرى شخصية ذات أثر وتأثير بارز في تشكيل مزايا وطن طموح قفز إلى صفوف "العشرين" الكبار بلمح البصر قياسا لغيره، ولعلي هنا أشير بالفخر إلى اعتماد تكريم شهداء الوطن أبطالنا البواسل في إطار مشروع التسمية، وهو فعل رائد يدعو إلى الفخر والاعتزاز بعد أن صافحت أعيننا أسماءهم على لافتات استدلالية في كثير من الشوارع الداخلية المهمة.
هناك حاجة ماسة إلى إعادة النظر بمشروع تسمية الشوارع مع أهمية الاعتناء بتكريم شبابنا وفتياتنا المبدعين في مجالات مختلفة بعد أن شرفوا الوطن في المحافل الدولية بالعلم والأدب والفن، فأضحوا محط الإعجاب واستحقوا الثناء، ذلك أن رفعت أسماؤهم على بعض شوارع المدن عوضا عن أسماء نكرة، يدفع الآخرين إلى مزيد من العطاء بما ينعكس على مخرجات الفكر السعودي المتجدد، ذلك أن بعض أسماء الشوارع أصبحت محل تندر بما ينبئ عن تجاهل الأهمية البالغة لمعايير التسمية، وهو الأمر الذي دعا إلى اعتماد تسمية الشوارع الفرعية الداخلية بالأرقام وحصر التسمية على الشوارع والمحاور الرئيسة وبعض الطرقات التجارية داخل المدن والقرى.
أعود إلى "حسين مردان" بعد أن لفت نظري السيد جوجل أنه الشاعر العراقي صاحب "قصائد عارية"، ولد وترعرع في الكوفة ولا أعلم سببا منطقيا للتكريم في جدة إلا إذا كنت وجوجل مخطئين بمعرفة المقصود الحقيقي، خاصة أن هناك أسماء نكرة أكثر غرابة من حيث المنطق والمنطوق تعتلي لافتات الشوارع، وتدعو إلى تحديث آلية التسمية وإشراك الجامعات والنخب في المشروع.