الإنسان في ميزان التوحش الرأسمالي
عندما بدأت جائحة كورونا كثرت الأقاويل والتفسيرات بشأن أسباب الجائحة، وهل هي جائحة طبيعية، أم أن وراءها جهات ذات مصالح سياسية بعيدة المدى أو منافع اقتصادية لتنشيط اقتصادات دولة أو أكثر؟ وتبودلت الاتهامات بين أمريكا والصين، إذ تقول أمريكا إن مختبرات الصين البيولوجية ليست ذات جودة عالية، وتنقصها إجراءات السلامة، بينما ترد الصين أن وفدا رياضيا أمريكيا شارك في ألعاب دولية في الصين أطلق الفيروس الذي اجتاح العالم، إلا أن السجال لم ينته عند هذا الحد، بل تدخلت روسيا لتتهم أمريكا ومختبراتها البيولوجية في أوكرانيا، حيث تقول إن لديها الدليل على تورط أمريكا في اختلاق الجائحة بإطلاق الفيروسات من مختبراتها في أوكرانيا، التي وظفت لإحداث فرص اقتصادية تجني من خلالها شركات صناعة الدواء أرباحا ضخمة، وهذا ما يفسر الضخ الإعلامي بشأن الإصابات والوفيات.
رولاند ديجيلمان موظف في إحدى كبرى شركات صناعة الأدوية، يقول: إن فلسفة كثير من شركات صناعة الأدوية قائمة على أن شفاء أي مريض يمثل خسارة زبون، لذا يجب عدم الوصول إلى دواء شاف للأمراض المزمنة، كالضغط، والسكري، والقلب، وهشاشة العظام، والسرطان، بل يجب التعامل مع المريض كالدجاجة التي تبيض ذهبا، وهذا الحديث يكشف الرغبة في استغلال حاجة المريض الماسة إلى العافية دونما محطة وصول لهذا الهدف.
تطرح هذه الأيام بشكل واسع، ومكثف فكرة المليار الذهبي التي تم الكشف عنها بسقوط حجارة ولاية جورجيا الأمريكية، المتضمنة أهدافا للحركة الماسونية الساعية للتخلص من سبعة مليارات من سكان الأرض، ليعيش المليار الذهبي برفاهية، وبلا مشكلات بيئية، وتلوث يعكر على حكام العالم الخفيين حياتهم، وما من شك أن ما يطرح، وما يتم على مستوى العالم إعلاميا، أو مختبريا، أو ما يقر من خلال المؤتمرات من قرارات، وتنظيمات كلها تسهم بشكل أو بآخر في تحقيق الهدف، وإن على المدى البعيد.
في آخر تصريح للخارجية الصينية أن الجيش الأمريكي يجمع ويستخدم على نطاق واسع الحمض النووي للآسيويين والعرب في الشرق الأوسط لاستهدافهم بأسلحة بيولوجية، وأضافت أن أمريكا لديها كثير من المختبرات المشبوهة في أماكن مختلفة من العالم، ومع الأخذ في الحسبان أن مثل هذا التصريح قد يكون بمنزلة الحرب الإعلامية، إلا أن ما تبين بعد كورونا كشف المستور بشأن السعي الحثيث لصنع الأزمات، كالحروب والأمراض لتنشيط مبيعات صناعتي السلاح والدواء لتحقيق مزيد من المكاسب.
في 1994 وخلال الفترة من الخامس إلى 13 مارس عقد في القاهرة المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، بحضور 189 دولة، كما حضرته منظمات حكومية وغير حكومية وشركات ومنظمات دولية وإعلاميون، وبلغ الحضور 11 ألف مشارك، وكان من أبرز توصيات المؤتمر الحد من النمو السكاني بوضع التشريعات التي تحد من المواليد، وتنظيم النسل، وتوفير موانع الحمل، واستجابت بعض الدول، وطبقت توصيات المؤتمر، لكنها تراجعت بعد اكتشاف آثارها السلبية، كما فعلت الصين أخيرا، حيث ألغت قرار تحديد النسل بمولودين لتترك الأمر للوالدين مع أن الصين يبلغ سكانها مليارا و400 مليون نفس.
نلاحظ مما ورد من أهداف وإجراءات وقرارات مؤتمرات دولية ونيات مبطنة ومعلنة، تكشف المزاعم الكاذبة بشأن حقوق الإنسان، إذ كيف يكون الإنسان رخيصا لهذه الدرجة في حياته وصحته وقوته، ليلهث عبدة المال بلا وازع من دين أو أخلاق، أو مواثيق دولية عادلة.