الحد من تلوث الهواء الناجم عن الدخان والغبار «2 من 3»

أصبحت مواسم حرائق الغابات بالفعل أطول زمنا وأكثر حدة. ففي الولايات المتحدة، زادت المساحة المحروقة بشكل كبير من نحو 1.3 مليون فدان في 1983 إلى أكثر من 7.6 مليون فدان في 2020. ولا يقتصر هذا الاتجاه على الولايات المتحدة وكندا. ففي الأعوام الأخيرة، اجتاحت حرائق الغابات الشديدة مناطق الأمازون، ألاسكا، أستراليا، كاليفورنيا، أوروبا، إندونيسيا، روسيا وتركيا، ونشرت التلوث عبر مسافات شاسعة.
ولا يسهم ارتفاع درجات الحرارة والظروف الأكثر جفافا بسبب تغير المناخ في زيادة حرائق الغابات فحسب، بل يرتبط أيضا بزيادة رقعة التصحر. ويمكن أن يؤدي جفاف الأراضي وتدهورها إلى تكثيف العواصف الرملية والترابية، التي تحمل مع حرائق الغابات مخاطر بيئية وصحية كبيرة. وتشتد العواصف الرملية والترابية، حيث تدفعها رياح قوية تحمل جزيئات الغبار من التربة القابلة للتآكل، ولا سيما في المناطق المتدهورة والمتأثرة بالجفاف، بسبب الممارسات غير المستدامة المتعلقة بالأراضي، وإزالة الغطاء النباتي، وفقدان التنوع البيولوجي. فهي تدمر ملايين الهكتارات من الأصول الطبيعية المتجددة وتسهم بشكل كبير في تلوث الهواء في بعض أجزاء العالم. وتكشف دراسات حديثة أن أكثر من 50 في المائة من المتوسط السنوي للتعرض للجسيمات الدقيقة PM2.5 في آسيا الوسطى وجنوب القوقاز يمكن إرجاعه إلى الغبار الطبيعي وحرائق الغابات.
"لا يسهم ارتفاع درجات الحرارة والظروف الأكثر جفافا بسبب تغير المناخ في زيادة حرائق الغابات فحسب، بل يرتبط أيضا بزيادة رقعة التصحر. ويمكن أن يؤدي جفاف الأراضي وتدهورها إلى تكثيف العواصف الرملية والترابية، التي تحمل مع حرائق الغابات مخاطر بيئية وصحية كبيرة".
يعد تلوث الهواء جزءا من حلقة تفاعلية ارتدادية تضاعف الآثار المناخية ويؤثر تلوث الهواء الناجم عن الدخان والغبار في البيئة والصحة العامة والإنتاجية. وهو جزء من حلقة تفاعلية ارتدادية تضاعف الآثار المناخية، حيث تعد حرائق الغابات مصدرا رئيسا لانبعاثات غازات الدفيئة وتدمير الغابات، في حين ترتبط العواصف الترابية الطبيعية بتآكل التربة وفقدانها للكربون، فضلا عن انخفاض غلات المحاصيل الزراعية.
وفي أوكرانيا المتضررة من الحرب، أسهمت حرائق الغابات بشكل كبير في زيادة الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء، حيث يعود نحو 8 في المائة من انبعاثات الجسيمات الدقيقة PM2.5 إلى حرائق الغابات. وفي أوزبكستان، قدرت دراسة حديثة الخسائر الاقتصادية الناجمة عن العواصف الرملية والترابية من قاع بحر آرال الجاف بنحو 44 مليون دولار سنويا. وتشير الدراسة إلى أن التخطيط الدقيق لاستعادة الأراضي الطبيعية يمكن أن يحد بشكل كبير من تلوث الهواء ويحسن الصحة وسبل كسب العيش، ما يوفر منافع سنوية تراوح بين 28 و44 مليون دولار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي