المواد العشر

مهم جدا ما أعلنته وزارة التعليم عن المواد الجديدة في الثانوية العامة، فالمواد العشر بما تضمنته من حقول معرفية حديثة تواكب العصر مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والفضاء وعلوم الأرض وباقي القائمة التي شاهدها الجميع.
الأهم هو السؤال: هل ستضاف هذه المواد إلى المواد الحالية؟ أم هناك عملية إحلال حيث تخفف المواد السابقة إما بالإلغاء أو التقليص؟ وأحسب أن عملية التوازن هنا مهمة وأن الوزارة لديها رؤية واضحة للتنفيذ عبر التخصصات والمسارات ما دام الهدف الرئيس هو إعداد أجيال قادرة على مواكبة الطموحات الوطنية الكبيرة، وتحقيق طموحاتها وشغفها.
إذا نجحت هذه الخطوة فستكون نقلة كبيرة تحتاج إلى وقفات مع شؤون أخرى، الوقفة الأولى مع الجامعات، فبعض الجامعات وتيرة التغيير فيها بطيئة، وأسماء بعض الكليات والتخصصات لا تزال كما هي لعقود رغم الاتفاق على عدم الحاجة إليها إلا في أضيق الحدود.
الإضافات العشر في مناهج الثانوية العامة تحتاج إلى وجود التخصصات العشرة، مع التخصصات الأساسية السابقة خصوصا العلمية منها في معظم الجامعات، أو إلى تخصص جامعات معينة في مجالات معينة تركز عليها، وتستقطب الكفاءات التي تعلم وتلك التي تتعلم.
الجامعات الحكومية لن تستوعب كل الخريجين، ولا تزال تفكر داخل الصندوق وتقبل من يستطيع تحمل تكاليف تعليمهم، ولا توجد لديها خيارات للتعليم المدفوع للسعوديين إلا فيما ندر، وأجد ذلك محيرا مع وجود مشروع للاستقلال المالي للجامعات في المستقبل، ووجود طلب عال في السوق، سوق التعليم الجامعي.
الجامعات الأهلية أكثر رشاقة في كل شيء تقريبا، وأقصد هنا الجامعات الجيدة التي أثبتت قدراتها وشهد القطاعان العام والخاص مستوى خريجيها، فهل يمكن أن نرى اتفاقا بين جامعة أهلية نجحت، وأخرى حكومية ترهلت حيث تدير الأولى الثانية بمقابل مالي، أحسبه سيكون أقل كثيرا من ميزانيتها العامة، إنها فكرة جديرة بالبحث.
يجب ألا يدخل كل خريجي وخريجات الثانوية العامة الجامعات، هذه العبارة صحيحة نسبيا في ظروف تنموية واجتماعية واقتصادية عاشتها مجتمعات أخرى، لكننا يجب أن نعترف أن معظمنا يود أن يكون ابنه أو ابنته ضمن من يدخلون الجامعة، إنه حقهم في الحلم وإتمام الأمنيات، وما دمنا في حاجة إلى آلاف الخريجين والخريجات في التخصصات التي أضفناها، مع احتياجنا الدائم للطب والهندسة وطب الأسنان والعلوم التطبيقية، فهناك مجال لأن يدخل معظم الخريجين من الثانوية إلى الجامعات والكليات المستقلة التي يجب أن تكثر وتتكاثر في مجالات معينة.