طوكيو ولندن تستعدان لتنافس الدول العظمى .. تعاون تكنولوجي وصناعي شامل

منذ الفترة التي بدأت في الأول من كانون الثاني (يناير) 2010 حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2019، طورت المملكة المتحدة سياستها الخاصة بمنطقتي المحيطين الهندي والهادئ وفقا للفرص الاقتصادية وتوسيع نطاق مشاركتها الأمنية.
وكجزء من هذه المبادرات، طورت اليابان والمملكة المتحدة تعاونا دفاعيا وأمنيا منذ نيسان (أبريل) 2012، عندما أصدر يوشيكو نودا رئيس الوزراء الياباني وديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني البيان المشترك: شراكة استراتيجية رائدة للرخاء والأمن العالميين.
وضمن مساعي البلدين للتنافس بين الدول العظمى يعتزم البلدان تسهيل التعاون الشامل بينهما في مجالات سلاسل الإمداد، والوصول إلى الموارد الطبيعية المهمة، وأشباه الموصلات، والبيانات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والعلوم الصحية.
ويقول شينجو ناجاتا الباحث الزائر في معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية، التابع لجامعة كانازاوا اليابانية في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية "إنه على هذا الأساس، أصدر ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني، الذي كان في اليابان لحضور قمة مجموعة الدول السبع، في 18 أيار (مايو) الماضي اتفاق هيروشيما: شراكة استراتيجية معززة بين اليابان والمملكة المتحدة، مع فوميو كيشيدا رئيس الوزراء الياباني".
ويعد هذا الاتفاق الشامل بشأن التعاون الثنائي في مجال الدفاع والتكنولوجيا إنجازا بارزا لمزيد من تعزيز التعاون الدفاعي والأمني الثنائي الذي شهد تدعيما طوال العقد الماضي أو أكثر، وفقا لـ"الألمانية".
وأيضا الاتفاق وضع التعاون بين اليابان والمملكة المتحدة في أطر متعددة الأطراف مثل مبادرة منطقة المحيطين الهندي - الهادئ الحرة والمفتوحة والشراكة الأورو - أطلسية وشراكة المحيطين الهندي والهادئ.
وفي 13 مارس الماضي، أصدرت المملكة المتحدة ورقة سياسة خارجية وأمنية جديدة بعنوان "مراجعة متكاملة حديثة لعام 2023 في مواجهة عالم أكثر تنازعا وتقلبا"، في ضوء صعود الصين.
وفي هذه المراجعة، عدت المملكة المتحدة سياستها الخاصة بالمحيطين الهندي والهادئ "أساسا دائما للسياسة الدولية للمملكة المتحدة"، في إطار مبادرة منطقة المحيطين الهندي - الهادئ الحرة والمفتوحة والشراكة الأورو - اطلسية وشراكة المحيطين الهندي والهادئ.
وهذه السياسة البريطانية نفسها الخاصة بالمحيطين الهندي والهادئ التي تضمنتها المراجعة المتكاملة الحديثة لعام 2023، اشتمل عليها أيضا اتفاق هيروشيما بين المملكة المتحدة واليابان.
وأشار ناجاتا إلى أنه في تاريخ التعاون الدفاعي والأمني بين اليابان والمملكة المتحدة، كان هناك تعاون مستمر بينهما في مجال المعدات والتكنولوجيا العسكرية.
من ناحية أخرى، إنه في ضوء أهمية الأمن الاقتصادي في وجه التنافس المتزايد بين الدول العظمى، اشتمل اتفاق هيروشيما على قسم بعنوان "الازدهار الاقتصادي والأمن المدعومان بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار"، وهو ما يدعو إلى ترسيخ إطار أكثر شمولا للتعاون في مجالي العلوم والتكنولوجيا.
ولتحقيق ذلك، تضمن ذلك القسم الإعلان عن تنفيذ إطار حوار وزاري بين الوزارات المختصة في الدولتين لتسهيل التعاون الشامل بينهما في مجالات سلاسل الإمداد، والوصول إلى الموارد الطبيعية المهمة، وأشباه الموصلات، والبيانات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والعلوم الصحية.
كما ينص الاتفاق على أنه سيتم تسهيل هذه الجهود من خلال "ترتيب جديد لتنفيذ العلوم الصناعية، والابتكار والتكنولوجيا"، لن يضم فقط الوزارات المعنية، بل أيضا القطاع الخاص، وقطاع التعليم، ومراكز الأبحاث.
وأعلن بيان أصدره سوناك في 17 مايو قبل يوم واحد من تدشين اتفاق هيروشيما بين اليابان والمملكة المتحدة، إرسال مجموعة حاملة طائرات هجومية إلى منطقتي المحيطين الهندي والهادئ بحلول 2025، كما أشار إلى العلاقة الاستراتيجية بين كلية لندن الامبراطورية وجامعة طوكيو، وكذلك إلى التعاون الفني مع الشركات اليابانية الخاصة.