default Author

إنفلونزا الرجال

|

عندما يمرض الرجل خصوصا أمراض البرد والإنفلونزا تخور قواه ولا يستطيع مغادرة الفراش وتراه يئن من الألم ويختنق صوته وتحمر عيناه ويذبل وجهه، بينما تجد زوجته أو أخته في المنزل نفسه وقد تمرض معه في التوقيت ذاته، ولكنها تتحرك وتعمل في البيت بل قد تذهب إلى عملها، ونعزو ذلك إلى قوة تحملها وأن شعورها بالألم أقل لتأتي الأبحاث وتبين لنا حقيقة الفرق في شدة المرض بين الرجال والنساء، وأنه ليس أسطورة أو مجرد دعابة.
السر يكمن في ذكاء الفيروسات ومعرفتها بفريستها، فالفيروسات تمنح القيمة الكبرى للمرأة، لأنها المساعد الأول لها على الانتشار في أجساد البشر لذا تحرص على الإبقاء على حياة النساء، لكي ينقلن مسببات المرض عن طريق الولادة والرضاعة الطبيعية.
اعتادت الفيروسات إلحاق الأذى بعدد أقل من النساء لأن الأمهات يستطعن نقل الأمراض إلى أماكن أبعد وأكثر انتشارا من الرجال، ما يخفف من حدة أعراض وتركيز هذه الفيروسات على أجسادهن ويكن أقل عرضة لتطوير أشكال حادة من هذه الأمراض مقارنة بالرجال!
وهذا فتح المجال أمام الباحثين فرانسيسكو أوبيدا وفينسينت جانسين من جامعة رويال هولواي في لندن للعمل على تطوير العلاجات المعتمدة على جنس المريض، فمثلا ارتفاع معدل هرمون الإستروجين الأنثوي يقي النساء من تدهور حالتهن الصحية أو الوفاة بسبب العدوى الفيروسية، وذلك نتيجة العلاقة بين الهرمون والاستجابة المناعية، رغم أن الرجال قادرون على نقل العدوى أيضا بوساطة المخاط أو الدم.
لذا يتوجب على العلماء والباحثين إيجاد علاج لمسببات الأمراض بشكل يختلف ما بين الرجال والنساء، فحين لا تقتل هذه الأمراض حاملاتها من النساء، يعني هذا تمرير هذه الأمراض بشكل أكثر فاعلية لمجموعة أكبر من البشر! ويزداد خطر العدوى الفيروسية بسبب تطور بعضها وتحوله إلى سرطان مثل فيروس تي القاتل الذي يتحول إلى سرطان دم!
في اليابان، حيث تنتشر الرضاعة الطبيعية، تصبح مسببات المرض أكثر عرضة للانتقال بهذه الطريقة، لذلك، يعاني الرجال ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الدم القاتل مقارنة بالنساء.
في منطقة البحر الكاريبي، تعد الرضاعة الطبيعية غير منتشرة وهو ما يجعل الرجال والنساء مهددين بالإصابة بالأشكال الحادة من هذا المرض بالمستوى نفسه، وفي دراسة أخرى عزت سبب خطورة إنفلونزا الرجال إلى وجود فجوة في المناعة لديهم، قد يكون سببها التغيرات الهرمونية، حيث يقمع هرمون التستيرون الذكوري، الجهاز المناعي، بينما هرمون أستراديول يحميه.

إنشرها