روسيا تحذر: سنرد بحزم شديد على عمليات التوغل الأوكرانية

روسيا تحذر: سنرد بحزم شديد على عمليات التوغل الأوكرانية

روسيا تحذر: سنرد بحزم شديد على عمليات التوغل الأوكرانية
جندي أوكراني يسير وسط الحطام في منطقة دونيتسك."إ.ب.أ"

حذرت روسيا كييف أمس من أنها سترد "بحزم شديد" على جميع عمليات التوغل المستقبلية، وذلك في أعقاب قيام موسكو بنشر طائرات ومدفعية للتصدي لمجموعة مسلحة عبرت من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.
وفيما تقيم روسيا الوضع عقب هجوم هو الأخطر على أراضيها منذ بدء الحرب، أعلن رئيس مجموعة فاجنر المسلحة أن عشرة آلاف سجين كان قد جندهم قتلوا في أوكرانيا.
من جهته، قال سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي خلال اجتماع مع كبار مسؤولين عسكريين بعد يومين من المعارك في منطقة بيلغورود الواقعة جنوبا: "سنواصل الرد بسرعة وبحزم شديد على مثل هذه الأعمال".
وأفاد فياتشسلاف حاكم بيلغورود بأن المنطقة استهدفت ليلا بكثير من المسيرات. وقالت السلطات المحلية إن 13 شخصا أصيبوا بجروح في وقت تعرضت المنطقة لضربات بالمدفعية وقذائف الهاون.
وقالت موسكو إن القوات الروسية قتلت "أكثر من 70 إرهابيا أوكرانيا" ودمرت عددا من المركبات المسلحة خلال المناوشات، مشيرة إلى أن المقاتلين الآخرين عبروا الحدود عائدين في مركبات.
من جهة أخرى اتهمت روسيا أوكرانيا بمهاجمة سفينة حربية تابعة لها كانت تقوم بدورية في المياه الإقليمية التركية، مؤكدة أنها دمرت ثلاثة زوارق مسيرة خلال هذا الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على منصة تيليجرام: إن "القوات المسلحة الأوكرانية حاولت من دون جدوى مهاجمة السفينة إيفان خورس التابعة لأسطول البحر الأسود... في المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا".
وأقر يفجيني بريجوجين رئيس مجموعة فاجنر المسلحة، بأن نحو عشرة آلاف من بين 50 ألف سجين جندتهم فاجنر من السجون الروسية، قتلوا في أوكرانيا على خط المواجهة في معركة باخموت الدامية.
وأضاف في مقابلة بالفيديو: "أخذت 50 ألف سجين، قتل 20 في المائة منهم"، موضحا أن نسبة مماثلة من مقاتليه المحترفين لقوا حتفهم أيضا في القتال، من دون تحديد عددهم بدقة.
وقال بريجوجين الذي يتهم القيادة العسكرية الروسية العليا بعدم مده بالأسلحة والذخيرة اللازمة لتجنب هذه الخسائر الفادحة: إن حدود روسيا مع أوكرانيا لا تحظى بالحماية المناسبة.
وتابع في المقابلة: إن "مجموعات مخربة تعبر منطقة بيلغورود بهدوء بالغ".
ويسود الاعتقاد بأن السجناء يستخدمون وقودا للمدافع في أوكرانيا، حيث يمثلون معظم الخسائر البشرية فيها.
العام الماضي جال بريجوجين سجونا روسية سعيا لإقناع سجناء بالقتال إلى جانب فاجنر في أوكرانيا في مقابل وعد بالعفو عن العائدين.
في مطلع أيار (مايو) الجاري قال البيت الأبيض إن أكثر من 200 ألف جندي روسي قتلوا وأصيب 80 ألفا بجروح خلال خمسة أشهر في المعارك الدائرة في شرق أوكرانيا ولا سيما في باخموت.
وبريجوجين الذي تصاعد نفوذه بشكل كبير خلال الهجوم المستمر منذ أكثر من عام، انتقد كبار المسؤولين العسكرين الروس وحملهم مسؤولية الخسائر الفادحة.
وقال: "هناك حاليا عشرات الآلاف من أقارب (الجنود) الذين قتلوا. ربما سيكون هناك مئات الآلاف. لا يمكننا إخفاء ذلك".
كذلك، أعلنت روسيا أنها ستحاكم خمسة أجانب، ثلاثة بريطانيين وسويدي وكرواتي، قاتلوا في صفوف القوات الأوكرانية. وستجري المحاكمة في مدينة روستوف-أون-دون الواقعة جنوبا.
ويتهم هؤلاء بالقتال إلى جانب القوات الأوكرانية، ومنها كتيبة أزوف، التي خاضت معارك ضد القوات الروسية خلال حصار مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية.
والمتهمون هم البريطانيون جون هاردينج وأندرو هيل وديلان هيلي والكرواتي فيكوسلاف بريبيج والسويدي ماتياس جوستافسون.
وأعلنت روسيا أمس عن موجة جديدة من "تأميم" الممتلكات والأصول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها، شملت شقة تعود لأولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني، والمبنى الرسمي لأقلية مسلمة تتعرض للقمع.
وقال سيرغي أكسيونوف حاكم شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو في 2014 على تيليجرام: "القرم تواصل تأميم ممتلكات أعداء روسيا"، من دون أن يحدد الحجم الإجمالي للعملية.
وأضاف: "تم نقل عدد من الممتلكات إلى داخل أملاك الجمهورية" التي أقامتها موسكو، مشيرا خصوصا إلى "شقة أولينا زيلينسكا في يالطا"، على شواطئ البحر الأسود.
كذلك أعلن الحاكم المعين من موسكو "تأميم بناء في سيمفيروبول كانت تملكه منظمة مجلس المتطرفة المحظورة في روسيا".
ومجلس، هو الاسم الرسمي للتجمع التقليدي لتتار القرم، وهم أقلية مسلمة قمعت خلال الحقبة السوفياتية ومنذ ضم موسكو لشبه الجزيرة.
ويمثل التتار بين 12 إلى 15 في المائة من سكان القرم البالغ عددهم مليوني نسمة، وقاطعوا إلى حد كبير الاستفتاء على ضم شبه الجزيرة الذي نظمته موسكو في 2014.
وفي 2016 حظرت المحكمة العليا في شبه الجزيرة مجلس تتار القرم وصنفته منظمة "متطرفة".
ويتعين على البرلمان الإقليمي المعين من موسكو في 2014 المصادقة على القرار اليوم.
وتأتي موجة "التأميم" في القرم بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على أول قرار مماثل، في وقت تبحث موسكو عن وسائل لتمويل هجومها في أوكرانيا.
وقالت السلطات حينها إن جزءا من أرباح "نحو 500 من الممتلكات والأصول" التي تم "تأميمها" في مطلع شباط (فبراير) سيستخدم "لدعم المشاركين" في التدخل العسكري في أوكرانيا.
وصادرت روسيا أيضا عديدا من البنى التحتية الأوكرانية في المناطق التي ضمتها في نهاية أيلول (سبتمبر) 2022، ولا سيما محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الواقعة في منطقة تحمل الاسم نفسه وتسيطر عليها موسكو جزئيا.

الأكثر قراءة