قمة جدة .. وطن العرب للعرب

قمة جدة .. وطن العرب للعرب

قمة جدة .. وطن العرب للعرب

"لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميدان للصراعات". بكامل الوضوح والإدراك السياسي لما يحاك سرا وعلانية، وما أفرزته أعوام طويلة من الدسائس والفتن، يعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قمة جدة عن مرحلة جديدة تطوى فيها "أعوام مؤلمة من الصراعات" وتستثمر فيها المقدرات العربية بما يحقق مصالح الشعوب وتطلعاتها.
التئام عربي - عربي في أرض الحرمين الشريفين يعززه تأكيد ولي العهد السعودي لدول الجوار والأصدقاء في الغرب والشرق أن "العرب ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء". إذ إن "وطننا العربي" وفقا لكلمة الأمير محمد بن سلمان الافتتاحية "يملك من المقومات الحضارية والثقافية والموارد البشرية والطبيعية ما يؤهله لتبوء مكانة متقدمة وقيادية" تستطيع بحكمة قادتها وتآلف شعوبها أن تدير شؤونها الخاصة وخلافاتها الأخوية دون إملاءات خارجية وتدخلات بينية أنهكت الأمة فيما مضى من عقود. أما القضية الفلسطينية "فكانت ولا تزال هي قضية العرب والمسلمين المحورية، كما أنها تأتي على "رأس أولويات السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية".
كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وإن كانت مقتضبة في تعداد كلماتها، لكنها شاملة وجامعة في معانيها الاقتصادية والسياسية المحملة بكثير من المحبة والإخوة الصادقة من أجل توحيد المواقف والجهود وصولا إلى منطقة عربية يعمها السلام والوئام.
وكما أن للسعودية اليوم رؤية واضحة يقودها ولي العهد، قطعت فيها المملكة مشوارا لافتا من الإنجاز والقبولين المحلي والخارجي، نحو مستقبل أفضل. فإن ما تحتاجه الدول العربية رؤية مشتركة واستراتيجية واضحة نحو منجزات اقتصادية وسياسية تتواءم وما تملكه الدول العربية منفردة ومجتمعة من مقدرات طبيعية وبشرية يزخر بعطاءاتها العالم الغربي، بينما يفتقر العالم العربي لإبداعات أبنائه وبناته بسبب غياب الرؤية الواضحة والأهداف المشتركة.
ويبقى ما يميز إعلان جدة الاستثنائي بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه يأتي كدعوة صادقة للأشقاء العرب متوجة بتجربة رؤيوية سعودية اقتصادية وسياسية ناجحة، حيث الجميع مرحب به للنهل من نجاحات هذه الرؤية السعودية والمشاركة في مسيرة إنجازاتها.

الأكثر قراءة