في أي شركة أستثمر؟

قبل بضعة مقالات ذكرت أن وكالة التصنيف المحلية التي أعلن عنها ضمن مبادرات تطوير القطاع المالي ستساعد بعض المستفسرين عن وضعية شركات معينة كخيارات مطروحة للاستثمار لأصحاب المدخرات الصغيرة المستمرة الذين أعدهم الأذكياء حقا كونهم يتبعون مبدأ: قليل دائم.
اليوم أضيف لهم وسيلتين إضافيتين لتقييم الشركات التي يبعث سهمها على الاطمئنان، الاطمئنان النسبي إذ لا يوجد شيء مضمون أو مؤكد تماما في عالم الاستثمار كما هي الحال في الحياة إجمالا، لكن هناك أشياء قريبة أكثر من غيرها إلى الأمان. الوسيلة الأولى هي الشركات التي أصبحت أو ستصبح ضمن برنامج "شريك" الخاص بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص الذي يرسخ التعاون بين القطاع الحكومي والشركات السعودية لتعزيز ورفع الخطط الاستثمارية المحلية للشركات، ما ينعكس إيجابا على النمو الاقتصادي في المملكة، الذي قال عنه ولي العهد الأمين عند تدشينه: "أهمية برنامج شريك لا تقتصر نتائجه على تعزيز القطاع الخاص لتحقيق نمو مستدام للاقتصاد الوطني فقط، بل لتحقيق استثمارات طويلة الأمد لتحقيق مستقبل مزدهر قائم على روح التعاون والشراكة القوية بين القطاعين الحكومي والخاص".
الوسيلة الثانية هي إسهاماتها في الابتكار والبحث والتطوير الذي أصبح إحدى الأولويات والتطلعات للمملكة ولعلكم تذكرون أنه بعد أقل من عام من إعلان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار في منتصف 2021 عن التطلعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، قفزت المملكة 15 مرتبة في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022 الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
خطط بلادنا للبحث والتطوير والابتكار للعقدين المقبلين تستند إلى أربع أولويات رئيسة تتمثل في: صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصادات المستقبل، وأي شركة مساهمة مدرجة تصنفها التقارير المحلية الرسمية، أو العالمية المحايدة بأنها تسهم في هذا الملف سيكون لها شأن أكبر في المستقبل. في برنامج شريك توجد بعض الشركات المساهمة في أكثر من قطاع، وفي ملف الابتكار ذكرت عشر شركات كبرى كمثال لأبرز الإسهامات في هذا الشأن، إذن أمامك محددات مهمة وجديدة لاختيار أين تضع مدخراتك الشهرية التي تنوي استثمارها على المديين المتوسط والطويل.
أنت تحتاج فقط إلى المتابعة والاطلاع حتى تقلص مخاطرك إلى الحد الأدني، وهذا يعني أن ثقافتك الاقتصادية، واطلاعك على مجريات الأخبار الجادة في المملكة خير معين لك على كسب المال والتخطيط للمستقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي