جودة الحياة .. مشاريع عملاقة لرفاه الوطن والمواطن
مشاريع عملاقة بحجم طموح البلاد وسعيها الحثيث إلى مستقبل أفضل تعيش فيه الأجيال القادمة حياة تمتاز بالجودة، قوامها روح المواطن المطمئن في وطنه، وسلاحها اجتهاده في خدمة الوطن.
عكست مشاريع جودة الحياة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد قبل ستة أعوام، ورئاسة مجلس الوزراء منذ نحو نصف عام، رؤيته للبلاد ومستقبل البلاد، وكشفت عن بعض تفاصيلها التي تشير إلى ما ينتظر الوطن والمواطن من رفاه وأمن وأمان.
المشاريع التي أطلقتها حكومة المملكة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورعاية ولي العهد، تستهدف جودة حياة الفرد والأسرة، وتهيء البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة الجميع في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية وكل ما يسهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، وتوليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية، إذ تمكن برنامج جودة الحياة منذ إطلاقه 2018، من فتح آفاق جديدة للقطاعات التي تمس المواطنين بشكل مباشر، مثل الرياضة والثقافة والتراث والفنون والترفيه والترويح ونحوها.
في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أعلن ولي العهد إطلاق شركة "داون تاون السعودية"، ضمن سلسلة المشاريع العملاقة التي أطلقتها وستطلقها المملكة. والمشروع العملاق هو مشروع استثماري على نطاق كبير جدا، تزيد تكلفته على مليار دولار، ويجذب كثيرا من اهتمام الرأي العام.
تهدف شركة "داون تاون" إلى إنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة ومتنوعة في أنحاء المملكة، وستسهم الشركة في تطوير البنية التحتية للمدن، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين، عبر تقديم عديد من الفرص الاستثمارية الجديدة في قطاعات الأعمال والتسوق، والسياحة، والترفيه، والإسكان.
وستطلق "داون تاون السعودية" مشاريعها في 12 مدينة وهي: المدينة المنورة، الخبر، الأحساء، بريدة، نجران، جيزان، حائل، الباحة، عرعر، الطائف، دومة الجندل، وتبوك. حيث تنوي العمل على تطوير أكثر من عشرة ملايين متر مربع لمشاريعها المصممة وفق الطابع الحديث والمستمد من روح مناطق المملكة وثقافتها، ونسيجها العمراني المحلي، مع مراعاة تطبيق أحدث المعايير المعتمدة.
والداون تاون أو وسط البلد، هو مصطلح يستخدم في الإشارة إلى المدينة التجارية والثقافية في بعض الأحيان، وفي كثير من الأحيان القلب التاريخي والسياسي والجغرافي. في الأغلب ما يكون مرادفا لمنطقة الأعمال المركزية.
ويمثل إطلاق "داون تاون السعودية"، نقلة نوعية وحضارية كبرى في تطوير مدن ومناطق المملكة، توفر فرصا استثمارية كثيرة للمستثمرين في قطاعات الأعمال والتسوق والسياحة والضيافة والترفيه والإسكان، كما ستسهم في تطوير البنى التحتية للمدن المختارة.
ويعد إطلاق شركة "داون تاون السعودية" امتدادا وتأكيدا لجهود ولي العهد لتطوير مناطق المملكة بما ينسجم مع ما تتمتع به كل منطقة من مزايا نسبية وتنافسية، إيمانا بالدور الفاعل الذي تقوم به اقتصادات المدن في دعم وتعزيز الاقتصاد الوطني.
وتتماشى استراتيجية الشركة مع جهود صندوق الاستثمارات العامة في تطوير وتمكين القطاعات الواعدة في السعودية، والمساهمة في تحقيق مستهدفات الصندوق لتنويع الاقتصاد السعودي وزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ومواكبة لإثراء جودة الحياة، أعلن ولي العهد، في شباط (فبراير) الماضي، مشروع المربع الجديد، الذي يعكس حرصه على تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية الاقتصادية وأهداف وتطلعات رؤية 2030 في مدينة الرياض وسائر مناطق المملكة.
ويمكن المشروع الجديد من فتح آفاق جديدة لقطاعات جودة الحياة، التي تمس المواطنين بشكل مباشر، مثل الرياضة والثقافة والتراث والفنون والترفيه والترويح ونحوها، وتنظيم الفعاليات الترفيهية والرياضية والثقافية المحلية والعالمية، وافتتاح المتاحف والمعارض الثقافية والمهرجانات الموسيقية.
من جهة أخرى، تهدف المشاريع المماثلة التي أطلقها ولي العهد، أخيرا، إلى تعزيز المميزات التنافسية لمدن المملكة بهدف إيجاد الفرص الوظيفية لأبنائها وبناتها ورفع جاذبيتها وتحسين مستويات جودة الحياة فيها.
ومن أبرز هذه المشاريع ضم "الدرعية" إلى كبرى مشاريع صندوق الاستثمارات، وتصاميم مدينة "ذا لاين" في نيوم، وإطلاق مشروع "البحر الأحمر" كوجهة سياحية عالمية ضمن رؤية المملكة 2030، وإطلاق المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي في مدينة الرياض، وكذلك تخصيص ميزانية تتجاوز ملياري ريال لتطوير جزيرة دارين وتاروت، وغيرها من المشاريع العملاقة الطموحة.
في 13 نيسان (أبريل) الجاري، وامتدادا لسلسلة المشاريع العملاقة التي تبتغي جودة الحياة، أطلق ولي العهد أربع مناطق اقتصادية خاصة، تتمثل أهدافها الرئيسة في تعزيز القدرة التنافسية للمملكة، وتطوير القدرات الوطنية، وتشجيع النهضة الصناعية، والمساهمة في نمو الاقتصاد السعودي كمركز رائد للأعمال، ودعم تأسيس الشركات الناشئة المحلية وتسريع نموها.
وأكد ولي العهد أن المناطق الاقتصادية الخاصة ستفتح آفاقا جديدة للتنمية، معتمدة على المزايا التنافسية لكل منطقة لدعم القطاعات الحيوية والواعدة، ومنها اللوجستية والصناعية والتقنية وغيرها من القطاعات ذات الأولوية للمملكة، حيث تتميز المناطق الاقتصادية الخاصة الجديدة بمواقع استراتيجية في الرياض وجازان ورأس الخير ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية شمال مدينة جدة.
وأوضح ولي العهد أن المناطق الاقتصادية الخاصة تتمتع بنظم تشريعية ولوائح خاصة للنشاطات الاقتصادية من شأنها أن تجعل هذه المناطق من الأكثر تنافسية في العالم لاستقطاب أهم الاستثمارات النوعية، وتتيح فرصا هائلة لتنمية الاقتصاد المحلي، واستحداث الوظائف، ونقل التقنية، وتوطين الصناعات، كما ستفتح مجالات واسعة لتنمية مجتمع الأعمال السعودي، حيث تتكامل المناطق الاقتصادية الخاصة مع الاقتصاد الأساس، وتوفر أرضية خصبة لتحقيق مستهدفات الاستراتيجيات القطاعية التي تخدم رؤية 2030، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ما سيتيح للشركات السعودية الاستفادة من القيمة التي تضيفها المناطق الاقتصادية الخاصة على جميع مستويات سلاسل الإمداد، وفي مختلف القطاعات.