تشكيل التوقعات حول معدلات التضخم «3 من 3»

تلقت إحدى المجموعات اتصالا "مستهدفا"، أي رسالة تحدد هدف سياسة ما دون تفاصيل الإجراءات التي سينفذها البنك المركزي لتحقيق ذلك الهدف. وتلقت مجموعة أخرى معلومات حول "الأداة"، أي السياسة المحددة التي تم تنفيذها لتحقيق الهدف. وتم طرح الأسئلة نفسها مرة أخرى على جميع المشاركين في المسح. وتشير نتائجنا إلى أن الاتصال المستهدف فقط هو الذي يحسن بشكل فاعل توقعات الأفراد للدخل.
وفي دراسة حديثة صدرت خلال 2022، نركز على وسيلة توصيل الرسالة. ونخلص إلى أن استخدام مصطلحات بسيطة مثل "التضخم الحالي"، أو "هدف التضخم"، أو "تنبؤات التضخم" هو الأكثر فاعلية في إدارة توقعات الأفراد للتضخم. لكن المصدر مهم. فرغم سهولة قراءة التغطية الصحافية للاحتياطي الفيدرالي، فإن تأثيرها أقل في التوقعات مقارنة بالبيانات الرسمية الصادرة عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC. ويرجع ذلك إلى كيفية تقييم الأسر في الولايات المتحدة لمصداقية مصادر الأخبار المختلفة. فعندما يتعلق الأمر بمعلومات عن الاقتصاد، تحتل الصحف في المتوسط مرتبة منخفضة، بينما تحتل وسائل التواصل الاجتماعي وتويتر مرتبة عالية. وتشير هذه النتائج إلى أن البنوك المركزية لا يمكنها الاعتماد على وسائل الإعلام وحدها لنقل التصريحات المتعلقة بالسياسة النقدية إلى الأسر.
لا يقتصر الأمر على أن معظم الأسر ليس لديها توقعات على درجة جيدة من الثبات، بل إنها تميل أيضا إلى المبالغة في تقدير التضخم في المستقبل. وتؤثر هوية مرسل الرسالة أيضا في فاعلية التواصل بشأن السياسة النقدية. ففي دراسة (2021) D’Acunto، Fuster، and Weber، نخلص إلى أنه حتى عندما تظل الرسالة والتنبؤات ثابتة، فمن المرجح إلى حد كبير أن يقوم المجيبون عن المسوح من النساء وذوي البشرة السوداء بتعديل توقعاتهم عندما تأتي الرسالة من ماري دالي، رئيسة أحد بنوك الاحتياطي الفيدرالي الإقليمية، أو من رافائيل بوستيك، رئيس أحد بنوك الاحتياطي الفيدرالي الإقليمية ذي البشرة السوداء، وليس من توماس باركين، رئيس أحد بنوك الاحتياطي الفيدرالي الإقليمية ذي البشرة البيضاء. والتركيز على وجود الإناث أو الذكور السود في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يعزز من ثقة المشاركين في المسوح من النساء وذوي البشرة السوداء بالاحتياطي الفيدرالي ويثير رغبتهم في الحصول على معلومات عن السياسة النقدية.
وحول التقييم فإن كل هذه النتائج مجتمعة توضح أن الأفراد عموما ليست لديهم توقعات تضخمية على درجة جيدة من الثبات. ويركز الناس على التغيرات في أسعار السلع المنفردة ذات الصلة ويكون اهتمامهم بارتفاع الأسعار أكبر مقارنة بانخفاضها.
ويمكن للبنوك المركزية إدارة توقعات الأسر إذا ما استخدمت رسائل بسيطة. لكن هناك أهمية لوسيلة نقل الرسالة وهوية مبلغ الرسالة. ويظل الوصول إلى العائلات العادية، التي لا تتبع عادة النشرات الرسمية، هو التحدي الأكبر للبنوك المركزية. ويمكن للتواصل الذي يتسم بالابتكار والوضوح أن يسد هذه الفجوة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي