تشكيل التوقعات حول معدلات التضخم «1من 3»

تشير المسوحات إلى أن توقعات الأسر للتضخم أقل استقرارا مما كنا نعتقد، فتعكس الأسعار توقعات الناس لها ـ على الأقل جزئيا. ولهذا السبب، تراقب السلطات النقدية توقعات التضخم من كثب. فهي تؤثر في سلوك الناس في الوقت الحاضر. غير أن كيفية تكوين الناس لتوقعاتهم يكاد يغيب عن الأفهام. فعادة ما تركز البنوك المركزية على واضعي التنبؤات المحترفين والأسواق المالية، وليس الأسر، لأن الاقتصاديين يفترضون في الأغلب أن توقعات الأسر للتضخم على درجة جيدة من الثبات، "فهي لا تتغير استجابة للتطورات قصيرة الأجل". ومع ذلك، عندما سألنا 25 ألف أمريكي في 2018 عن توقعاتهم لمتوسط معدل التضخم في الولايات المتحدة، أجاب أقل من 20 في المائة من المشاركين في المسح، "نحو 2 في المائة". وأشار ما يقرب من 40 في المائة إلى رقم أعلى من 10 في المائة خلال 2022.
ولا يقتصر الأمر على أن معظم الأسر ليس لديها توقعات على درجة جيدة من الثبات، بل إنها تميل أيضا إلى المبالغة في تقدير التضخم في المستقبل. وباستخدام البيانات المأخوذة من مسح توقعات المستهلكين الذي أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، نخلص إلى أنه في الفترة من 2011 إلى 2018، توقع الرجال في المتوسط أن يرتفع معدل التضخم إلى نحو 4 في المائة خلال 12 شهرا، بينما توقعت النساء أن يبلغ المعدل 6 في المائة "وهو فرق يظل قائما بغض النظر عن مستوى المعرفة المالية". وكان متوسط التضخم في الواقع أقل من 2 في المائة خلال 2021.
ويشير ذلك إلى احتمال وجود "فجوة بين الجنسين" في توقعات التضخم. وقد تحدثنا إلى أرباب الأسر من الذكور والإناث الذين يسجلون مشترياتهم من البقالة ليؤكدوا لنا ما إذا كان الحال كذلك. وفي المتوسط، تتوقع النساء تضخما أعلى مقارنة بالرجال، لكن ذلك لا ينطبق إلا على "الأسر التقليدية"، التي تقوم فيها النساء بجميع مشتريات البقالة. وتختفي الفجوة في الأسر التي يقوم فيها رب الأسرة أحيانا بالشراء.
ولتحقيق فهم أفضل لمدى تأثير التعرض لتغيرات الأسعار في التوقعات، أجرينا مسحا آخر سألنا فيه المشاركين مباشرة عن مصادر المعلومات الأكثر أهمية بالنسبة إليهم عند قياس التضخم. واتضح أن الأسر تعد أن شراء البقالة أهم مصدر للمعلومات.
وللتحقق من ذلك بشكل أكبر، استفدنا من البيانات المأخوذة من الـ 50 ألف أسرة التي تشارك في المسح الذي تعده شركة NielsenIQ Homescan. ومن خلال المعلومات المتعلقة بمشتريات الأسر والمتاجر التي تشتري منها والمبالغ التي تدفعها، أعددنا مؤشر أسعار خاصا بالأسر، وخلصنا إلى أن الأسر الأشد تضررا من التضخم توقعت معدل تضخم أعلى بمقدار 0،7 نقطة مئوية، في المتوسط، مقارنة بالأسر الأخرى... يتبع.