Author

وضوح الهدف

|

الإثنين الماضي لبيت دعوة صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" لحضور تدشين استراتيجيته وهويته الجديدة تحت شعار "شراكة وتمكين".
هذا الصندوق من التجارب السعودية المهمة وهو خلال أكثر من عقدين من الزمن مر بمراحل نجاح وإخفاق يتذكرها المتابعون في الإعلام الاقتصادي والمهتمون بالمورد البشري السعودي، وسبق لي ولغيري انتقاد الصندوق أو الثناء عليه عند كل محطة أو منعطف في مسيرته.
إطلاق الاستراتيجية الجديدة يؤكد النضج والفعالية التي وصل إليها الصندوق خلال الأعوام القليلة الماضية حيث استفاد من تجاربه وممارساته، ويبدو أنه استمع كثيرا خلال هذه الفترة لأصحاب المصلحة، القطاع الخاص، والشباب الباحثين عن فرصهم للإسهام في تنمية بلادهم.
نجح الصندوق في تغيير الأنظمة والاستراتيجيات بما يقضي على التناقض الموجود في أنظمته، وبما يقلل أيضا التناقض الذي تعيشه بعض منشآت القطاع الخاص فيما يتعلق برغبتها الجادة في التوطين من عدمها، وكيف تستفيد من برامج الصندوق وأنظمة العمل لتحقيق الهدف المشترك، وليس "كيف تستغل النظام أو دعم الصندوق" في تحقيق مصلحة من طرف واحد.
العلاقة اليوم هي وضعية "رابح رابح" أو كما في لغة الأعمال العالمية win win situation، ويبدو أن البداية الجديدة لهذه الاستراتيجية ستفعل ذلك كونها اختارت الشراكة والتمكين، وأطلقت حملتها تحت عنوان "الهدف واضح"، ونحن نعلم جيدا أن وضوح الهدف أولى خطوات تحقيقه.
الصندوق كما سمعت في كلمات الحفل يستجيب إلى متغيرات سوق العمل وتحدياتها، ويرغب في الإسهام في نموه، وتوجيه الجهود إلى القطاعات ذات الأولوية من خلال تطوير برامج الإرشاد والتدريب والتمكين المصممة للارتقاء بالقدرات البشرية لأبناء الوطن وبناته، وبالانسجام مع استراتيجية سوق العمل واستراتيجية صندوق التنمية الوطنية، ورؤية المملكة 2030.
تذكرت وأنا في هذه المناسبة قصة مشهورة لإحدى شركات الطيران الأوروبية التي أطلقت شعارها أو شعارا جديدا لم يتعرف عليه الناس وحسبوه إما مصرف، أو مطعما أو محطة إذاعية، فقامت الشركة بالاستجابة إلى توقعات الناس وأنشأت صرافا آليا قدم للناس تذاكر طيران، ومطعما قدم للناس الوجبات وشرحا عن الشركة، وبثت محطة إذاعية باسمها تقدم أغنيات عنها.
في الفيلم الذي يوثق هذه التجربة كان التعليق الختامي: "بتحولنا إلى ما يعتقده الناس بنا، تأكدنا من ألا ينسوا حقيقتنا الفعلية".
أتمنى للصندوق مزيدا من وضوح الأهداف، وأتمنى من القطاع الخاص التفاعل أكثر معه، وأسأل الله لبناتنا وأبنائنا الحصول على الفرص التي تليق بهم وباقتصاد بلادنا العظيمة الجميلة.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها