Author

العمل الخيري .. آفاق مفتوحة

|

تنتشر في مدن المنطقة الغربية من المملكة مجمعات إيواء من لا عائل لهم، وتسمى "الأربطة"، وفي المجال نفسه كانت توجد المطابخ الخيرية التي أذكر أنني شاهدت أحدها آخر مرة قبل ما يقارب 15 عاما في الطائف، ولست أدري إن كان لا يزال يستقبل المحتاجين أم لا.
هذان المفهومان بحاجة إلى مزيد من التطوير ونحن في مرحلة من الوفرة التي يمكن استغلالها لدعم مفاهيم التعاطف مع المحتاجين، الذين انقطعت صلاتهم الأسرية لأي سبب كان.

ميزة الأربطة هي أنها مقر للسكنى وفيه مجموعة من الأنشطة التي تغلب عليها الروح الأنثوية، لكون أغلب من يسكن الرباط هن من النساء كبيرات السن التي لا أقارب لهن، يمكن أن يعتنوا أو يراقبوا حالتهن الصحية والمادية.
أصحاب المطابخ الخيرية يقومون كذلك بدور مهم، ولعل بعض المطاعم تقوم بمثل هذا الدور في هذه الأيام دون نشر ذلك على العموم لإفادة المحتاجين.

قد يكون هذا الدور مطلوبا من الجمعيات الخيرية التي يمكن أن توجد قائمة محكمة من المطاعم الخيرية وتوقع عليها قوائم المحتاجين الذين لا عائل لهم، بحيث تتوافر مثل هذه الخدمة بطريقة لائقة ومنظمة وشاملة لكل أنحاء المدينة.
في شأن آخر، هناك كثير ممن يبحثون عن طرق فعل الخير ودعم المحتاجين، ومن ضمن ذلك توفير السكن لأقارب المرضى الذين يضطرون إلى السفر من قراهم ومراكزهم ومحافظاتهم إلى المدن الكبرى، وهذا من مكونات الدعم المجتمعي المهمة التي حث عليها ديننا الحنيف وتهتم بها ثقافتنا.

يوجد عد محدود من هذه الدور وهناك حاجة إلى مزيد والمؤمل من المقتدرين أن يوفروا مثل هذه المساكن الخيرية بالقرب من المجمعات الطبية الكبرى، ويسهلوا عمليات الإسكان فيها للمحتاجين.
يحتاج الأمر إلى تنظيم يمكن أن تتبناه وتحث عليه وتراقبه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع المستشفيات الكبرى، وهنا تذكير بأهمية التنظيم والإشراف الجيد لضمان الحصول على الخدمة المناسبة والمستحقة والموقوتة.

رغم كون بعض الاجتهادات تصب في هذا المجال المهم، إلا أن التنظيم ووضع القواعد التي تحقق أفضل النتائج يمكن أن يحقق الغرض من هذه المساكن ويضمن للمريض وجود محبيه حوله خلال فترة إقامته في المستشفى. مع دعائنا الله أن يشفي كل مريض.

إنشرها